أخبار تونس - تعيش (بوابة الصحراء) دوز على فعاليات أعرق المهرجانات التونسية والعربية المتخصّصة في ثقافات الصحراء وفنونها في دورتها 42 والتي تمتد من 27 إلى 30 ديسمبر2009. وعلى وقع الإيقاع الشعبي، أشرف السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم الأحد بساحة “حنيش” بدوز على افتتاح فعاليات هذه الدورة و التي شهدت حضورا مكثفا لفرق الفنون الشعبية من تونس وبلدان شقيقة وصديقة، قدمت عرضا فرجويا ، للوحات تراثية كالصيد بالسلوقي وصراع الإبل والعرس التقليدي إلى جانب سباقات للخيول والمهاري... كما أشرف الوزير على عروض تنشيطية أقيمت بالساحات العامة وساحة السوق الأسبوعية للمدينة أمنتها فرق الفنون الشعبية من تونس ومصر وليبيا والجزائر وواكبها جمهور غفير من مختلف جهات الجمهورية والعديد من السياح. وفي مقر معتمدية دوز الشمالية ،تولى الوزير استقبال رؤساء الوفود المشاركة في المهرجان من مختلف البلدان قبل أن يفتتح معرضا للصناعات التقليدية أقيم في خيمة عملاقة من تنظيم الديوان الوطني للصناعات التقليدية بمشاركة 100 عارضا من مختلف جهات الجمهوية. وبدار الثقافة محمد المرزوقي افتتح السيد عبدالرؤوف الباسطي معرضا للفنون التشكيلية بعنوان “الصحراء الهام وابداع” شارك فيه فنانون من تونس والخارج كما استمع إلى نماذج من القصائد المدرجة في المسابقة التي ينظمها المهرجان حول موضوع “المرأة في الحياة البدوية”. وأعطى بأحد نزل الجهة إشارة الانطلاق لندوة كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان حول موضوع “النخلة والخيمة لحوار الحضارات وتنمية السياحة والصناعات التقليدية” إلى غاية 29 ديسمبر الجارى. وفي كلمة ألقاها الوزير بالمناسبة، نوه بالجهود الرئاسية المبذولة والمتمثلة في مد جسور التواصل بين الثقافات وإشاعة قيم التسامح والتفاهم ونبذ كافة أشكال التطرف والتعصب والسعي إلى تهيئة الظروف الموضوعية لإرساء تنمية متضامنة وشراكة تقوم على الاحترام المتبادل. وسيتناول المشاركون في الندوة عدة مسائل تتعلق بالمواضيع التالية : * العربي وثلاثية الصحراء والنخلة والجمل *الخيمة ومكوناتها المادية ودلالاتها الرمزية ،دراسة ميدانية في الجنوب الغربي التونسي *دور الخيمة في تراث البادية *النخلة بين الموروث والتنمية *النخلة في الشعر التونسي الحديث *فكرة البحر الداخلي ومصير النخلة والسياحة في منطقة الجريد *الصناعات التقليدية المعتمدة على النخلة ودورها في تنمية مجتمع الواحات /الانثربولوجيا والفلكلور والتراث الشعبي ./ وبالتوازي مع مهرجان دوز،انطلقت فعاليات الدورة 31 للمهرجان الدولي للواحات بتوزر و الذي يحمل شعار “إيقاع الواحات والجنوب”و الذي افتتحه وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم السبت ، حيث حضر الاستعراض الافتتاحي الضخم الذي انتظم وسط الواحة القديمة بتوزر تحت عنوان “توزر مدينة الشمس” وشاركت فيه عدة فرق صوفية وفلكلورية من توزر وولايات مدنين وقفصة وصفاقس إلى جانب فرقة من ولاية خنشلة الجزائرية. وجسد الاستعراض العمق التاريخي والامتداد الحضاري لمنطقة الجريد من خلال اللوحات المتتالية التي أبرزت تمازج الثقافات والحضارات الإسلامية والإفريقية ببلاد الجريد وخاصة من خلال التراث الموسيقى الذي بقي راسخا بهذه الربوع وبعديد المدن الأخرى بالجنوب التونسي. كما تابع الجمهور الحاضر في ساحة المهرجان لوحة فنية جمعت بين الإيقاعات الصوفية والإفريقية كالسطمبالي والبنقة المعروفة بالجنوب التونسي. وقدمت الفرق الصوفية المشاركة في العرض ومن ضمنها فرقة أبوعلي السني بنفطة مظاهر من التراث على غرار الحضرة والزردة فضلا عن نماذج من مجالس العلم والكتاب لإبراز ما كانت تحتله مدينتا توزر ونفطة من مكانة علمية مرموقة. كما تضمن الاستعراض لوحات للمهاري والفروسية وترويض الزواحف وتجسيد لمراحل العرس الجريدي تخللتها وصلات من الفن والشعر الشعبي. كما التأم معرض الصناعات التقليدية في دورته الأولى بفضاء دار الثقافة أبو القاسم الشابي بمشاركة 58 عارضا من توزر ومن عدة ولايات أخرى لتقديم منتوجات حرفية تقليدية تبين خصوصية كل ولاية، كما انتظمت على هامش المهرجان ندوة بعنوان “توظيف الصناعات التقليدية والتراث المحلي في خدمة المعمار.” ويأتي تنظيم هذين المهرجانين بالجنوب التونسي في فترة يتميز فيها مناخ المنطقة باعتدال جوي مما يضفي على منطقة الجنوب رونقا خاصا لاسيما بالتوازي مع العطلة الشتوية مما يشجع العائلات التونسية للتحول الى المهرجانين في نفس الوقت و يدعم السياحة الداخلية . يذكر أن مهرجان ” دوز للصحراء ” هوأقدم مهرجان في تونس حيث أطلق عام 1910 وكان يعرف ب ” عيد الجمل ” ويقتصر على سباق المهاري ،وفي عام 1966 تحول إلى مهرجان يجسد عبر اللوحات الفولكلورية حياة البدو في حلهم وترحالهم واتخذ في عام 1973 طابعا وطنيا ومنذ عام 1981 أصبح مهرجانا دوليا يعرف باسمه الحالي ” مهرجان الصحراء الدولي بدوز “.