تمكن اطباء المستشفى الجامعي "فطومة بورقيبة" في المنستير أخيرا من إجراء عملية هي الأولى من نوعها تتمثل في غلق فتحة عميقة في القلب بين البطين الأيسر والأيمن دون اللجوء إلى الجراحة. وقام باجراء هذه العملية التي تعد حدثا طبيا تاريخيا في تونس العملية فريق يرأسه فوزي معتوق رئيس قسم أمراض القلب والشرايين ويتكون من خلدون بن حمدة ومحمد أمين مجدوب ونجيب الزيلي وجون فرانسوا بييشو طبيب أمراض القلب ورئيس قسم أمراض قلب الأطفال بمستشفى جاك كارتين بباريس. وأجريت العملية على طفل عمره 9 أشهر من مدينة طبلبة في ولاية المنستير،كان قلبه به فتحة بين البطين الأيسر والأيمن تسببت له في مضاعفات خطيرة منها ضيق حاد في التنفس وبطء في النمو والتهابات في الشعاب الصدرية إضافة إلى خمول جسدي. وقال معتوق عن هذا الإنجاز الطبي "إن مثل هذه العمليات في العادة تجرى جراحيا لغلق الفتحة على القلب المفتوح وتستغرق مدة إجرائها زمن طويل يتراوح بين 4 و5 ساعات ونسبة نجاحها لا تتجاوز 80%، إضافة إلى أن المريض يبقى بعدها 10 أيام في المستشفى منها 4 في العناية المركزة. واضاف رئيس الفريق "والعملية التي أجريناه يوم الأحد الماضي هي أول عملية من هذا الصنف تجرى في الجمهورية التونسية، إذ أنها تمت بدون جراحة واعتمدنا فيها على تقنية القسطرة التي بواسطتها كل العمليات تتم من داخل العروق، وذلك بإتباع مسالك شرايين الدم للوصول إلى البطين الأيسر والبطين الأيمن لوضع آلة لغلق الفتحة". وتابع معتوق "رغم دقة العملية لأن المريض طفل عمره 9 أشهر أي أن وزنه يتراوح بين 4 و5 كلغ وبالتالي فإن حجم قلبه صغير، فإن نتيجتها كانت فورية وايجابية جدا، وشهدت حالة الطفل تحسنا هاما جدا وفوريا وقد غادر المستشفى بعد 24 ساعة من إجراء العملية وهو حاليا في صحة جيدة". ومضى قائلا "إن نسبة نجاح مثل هذه العمليات 100 % ولا وجود لأي نوع من المضاعفات لها. وأنها تتطلب خبرة ومعرفة كبرى بالقسطرة" مبرزا أن ميزتها الكبرى والهامة هي "الاستغناء عن الجراحة في مثل هذه الحالات". وأكد معتوق على أن قسم أمراض القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة في المنستير مستعد لقبول وعلاج كل الذين يعانون من مثل هذه الحالات من الأطفال وخاصة الرضع. وتجدر الإشارة إلى أن هذا القسم يجري عمليات غلق الفتحة بين الأذين الأيمن والأيسر بكوادر طبية وشبه طبية تونسية 100%.