يبدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم زيارة دولة إلى تونس تستمر 48 ساعة ستخصص أساساً للبحث في تطوير العلاقة الثنائية وسيتطرق خلالها حتما إلى مسألة حقوق الإنسان لكن بدون أن يدعها تعكر زيارته. وفي وقت تستعد فيه فرنسا لتولي رئاسة الاتحاد الاوروبي في يوليو المقبل، ستكون الشراكة الجديدة التي يروج لها ساركوزي بين أوروبا ودول جنوب حوض المتوسط في اطار مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» في قلب هذه الزيارة. وسيلقي ساركوزي خطابه الأهم في هذه الزيارة الأربعاء امام طلاب «المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا» في العاصمة التونسية. وإن كان شركاء فرنسا الأوروبيون لم ينضموا الى مشروع ساركوزي الا بعد ادخال تعديلات كبرى عليه، فان تونس ايدت المبادرة على الفور. وذكرت الصحافة ان بن علي يطمح لمنصب الأمين العام لهذا الاتحاد الذي يتوقع ان يطلق وسط مراسم احتفالية خلال قمة تعقد في باريس في 13 يوليو المقبل. وعبر الرئيس التونسي في حوار نشرته صحيفة «لا برس» التونسية أمس عن تفاؤله بخصوص مشروع الاتحاد من اجل المتوسط، وقال إن أي مبادرة ترمي الى ارساء شراكات أكثر ديناميكية بين ضفتي المتوسط لا يمكن إلا أن تكون مفيدة بالنسبة الى شعوب المنطقة. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أفيد في باريس بأن زيارة ساركوزي ستشكل مناسبة جديدة لتوقيع العديد من الاتفاقات تأكيدا للعلاقات «المميزة» و«الهادئة» التي تقيمها فرنسا مع تونس. وسيتم توقيع أول معاهدة لإدارة حركة الهجرة بالتشاور توقعها فرنسا مع إحدى دول المغرب العربي. وأوضح قصر الإليزيه أن هذه المعاهدة تهدف الى تعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية وفتح الأراضي الفرنسية امام الهجرة المهنية وتشجيع التنمية «التضامنية» بين البلدين. كذلك، ستعرض باريس على تونس إمكانية الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية بموجب اتفاق إطار للتعاون شبيه بالاتفاقات التي وقعت بالأحرف الاولى مع طرابلس والرباط والجزائر، يتيح امكانية تسليم تونس مفاعلا نوويا او اكثر في غضون 15 الى عشرين عاماً. وعلى خط مساعيه السابقة، يأمل ساركوزي الذي يصطحب في زيارته 30 من أصحاب الشركات الفرنسية، في الحصول على عقود تعزز موقع فرنسا في طليعة شركاء تونس الاقتصاديين. وتجري محادثات بين مجموعة «ايرباص» الاوروبية والخطوط الجوية التونسية لتسليم عدد غير محدد من الطائرات، فيما تحظى شركة «الستوم» بفرص كبيرة لتجهيز محطة لتوليد الكهرباء. ولا يستبعد قصر الإليزيه أن يتم وضع «اللمسات الأخيرة» على هذه العقود خلال زيارة ساركوزي. وحدها مسألة انتهاكات حقوق الانسان في تونس ستعكر زيارة ساركوزي. ورفضت السلطات التونسية أمس انتقادات صادرة عن منظمات غير حكومية ومدافعين عن حقوق الانسان في فرنسا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر رسمي قالت انه يعبر عن موقف الحكومة التونسية قوله إن «تونس تضمن استقلال العدالة، والدستور والقوانين التونسية تحمي وتشجع حقوق الانسان، والتعذيب وغيره من المعاملات غير الانسانية محظورة بشكل قاطع».