بمبادرة من الرئيس زين العابدين بن علي تم بعث قصر العلوم بالمنستير. وهي مؤسسة عمومية لا تكتسي صبغة إدارية تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا. وانطلق عمل المؤسسة في 7 يونيو/حزيران 2007 في حين بلغت تكلفة الإنجاز ما يناهز مليونين و300 ألف دينار تونسي. وتتمثل مهمة قصر العلوم بالمنستير في بعث حركة فكرية وثقافية وعلمية تشمل جميع المواطنين في تونس. ويهدف قصر العلوم بالمنستير إلى المساهمة في تنمية المعرفة ونشرها قصد تمكين كافة المواطنين من الاستفادة من تقدّم العلوم وتحسيس العموم وتعويدهم على التعامل مع الطرق والاكتشافات العلمية المتطورة والمتماشية مع الأولويات الوطنية، وإشاعة الثقافة العلمية وثقافة المؤسسة خاصة لدى الناشئة والشباب وتشجيعهم على روح المبادرة، والتنسيق مع جامعة تونس الافتراضية قصد تنظيم المحاضرات العلمية عن بعد وتأمين الإنتاج التثقيفي والترفيهي بطريقة رقمية والمساهمة في تأمين التعلم والتكوين عن بعد، والتشجيع على إحداث المؤسسات المجددة وحث المتخرجين من حاملي الشهادات العليا على إقامة مشاريع خاصة بهم، وإحداث حلقات للتواصل بين المؤسسات الجامعية ومكونات النسيج الاقتصادي والتجاري. وطبقا للأهداف المرسومة تمّ إحداث عدة فضاءات بقصر العلوم بالمنستير والتي من أهمّها: فضاء بعث المؤسسات والفضاء اليسير وفضاء ذوي الحاجيات الخصوصيّة والذي سينمّ تجهيزه بتجهيزات اعلامية وكل ما من شانه أن يساهم في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وفضاء الملتيميديا والجامعة الافتراضية وفضاء الإنتاج العلمي والثقافي وفضاء المهن وفضاء العلوم المتنقلة ومركز النشر. ومن عديد الخدمات التي يمكن أن يسديها قصر العلوم بالمنستير نذكر: تنظيم التظاهرات العلمية والثقافية المتطورة والمتماشية مع الأوليات الوطنية، واحتضان ندوات ومحاضرات ذات صبغة فكرية وعلمية، وتنظيم محاضرات عن بعد في مختلف المجالات العلمية بالتنسيق مع جامعة تونس الافتراضية. وقالت السيدة هادية بن غنيّة الجوادي المديرة العامة لقصر العلوم بالمنستير عن بعض التظاهرات التي ساهم فيها قصر العلوم أو التي نظمها لتؤكد أنّ إدارة المؤسسة تسعى لتجسيم كلّ الأهداف المرسومة بشكل جيّد من ذلك تركيز فضاء بعث المؤسسات وبدء العمل فيه بالشراكة مع المكتب الجهوي للشغل والعمل المستقل بالمنستير بالإضافة إلى دورات تكوينية، هذا على جانب فضاء المهن الذي سيكون مجهزا بقاعدة بيانات. وتضيف السيدة بن غنيّة أن قصر العلوم نظم بالاشتراك مع نادي الشبان والعلم بالمنستير سهرة فلكية، كما ينتظر أن تكون هناك عديد من التظاهرات المشتركة خاصة العام المقبل الذي يتزامن مع السنة الدوليّة للفلك حيث ستنتظم سهرات فلكية وندوات ومحاضرات. كما نظّم قصر العلوم معرض الكتاب بالتعاون مع مركز النشر الجامعي خلال شهر يونيو/حزيران الماضي. وكان خلال شهر التراث في دورته الفارطة نظّم معرضا للصور الزيتيّة. وساهمت المؤسسة في الحملة التحسيسية للبرنامج الرئاسي حول الحاسوب العائلي بتنظيم ندوة حول "الابتكار والملكية في قطاع تكنولوجيات الاتصال". وفي إطار السنة الوطنية للحوار مع الشباب قدمت الأستاذة منجية السوايحي محاضرة حول الصحة الإنجابية لدى الشباب، كما أنجز قصر العلوم برنامجا مشتركا مع كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان بتقديم محاضرتين الأولى بعنوان "الأديان والفنون" لفرانكوإيفون والثانية حملت عنوان " صور وأساطير من وحي السماء ذات البروج" ل لوران لافيت. ومن المشاريع المستقبليّة التي تعمل إدارة المؤسسة على إنجازها نذكر "الأستوديوالرقمي" الذي سيقدم دروسا للتلاميذ والطلبة يمكن بثّها على شبكة الإنترنت أوفي القنوات التلفزية وهوبرنامج سيتمّ بالتنسيق مع الجامعة الافتراضية، ومخبر اللغات الذي سينطلق قريبا و"ميدياتاك" ومركز رقمي ومكتبة معلوماتيّة. وكلّ هذه المشاريع بلغت مرحلة متقدمة في طريق إنجازها حسب ما أكد السيد فتحي بكير كاتب عام المؤسسة. وكان قصر العلوم قد قدم عدة خدمات لكلّ الشرائح من ذلك دورة تكوينية في الإعلامية والملتيميديا للشباب بين 18 و35 سنة، بالإضافة إلى تسجيل الطلبة في فضاء مفتوح من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء. ولعلّ من أهمّ تدخلات قصر العلوم بالمنستير مساهمته الفعالة في إنجاح منتدى المنستير للاستثمار باحتضان فعالياته والمساهمة فيها.