جددت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة التأكيد على ارادة بلديهما في مكافحة الارهاب وتعزيز تعاونهما في هذا المجال، وذلك في ختام لقاء استمر ساعتين في الجزائر العاصمة. وقالت رايس «لقد تحدثنا عن مصلحتنا الكبيرة في مكافحة الارهاب والتعاون» في هذا المجال، وتسنت لي الاستفادة من معرفة الرئيس بوتفليقة بالمنطقة. انه عن حق، احد الرجال الاكثر حكمة سواء في المغرب العربي او خارجه». وبما يتعلق بالمعتقلين الذين افرج عنهم من معتقل غوانتانامو وسلموا الى بلادهم والذين تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن اختفاء بعضهم اجابت الوزيرة الاميركية ان كل شيء يبدو طبيعيا و«هدفنا هو ان نعمل بوجود ضمانات امنية جيدة وحماية الحقوق الانسانية لهؤلاء المعتقلين السابقين». وقد اضطرت الوزيرة الاميركية الى تغيير برنامج زيارتها لقبول دعوة بوتفليقة لها على مائدة افطار رمضانية كما صرحت مصادر السفارة الاميركية. وألغي المؤتمر الصحفي المشترك لرايس ونظيرها الجزائري مراد مدلسي، الذي كان مقررا عقده.. الإصلاحات في تونس وتندرج زيارة رايس في اطار جولة لها على دول المغرب العربي شملت ليبيا وتونسوالجزائر وانتقلت بعدها الى المغرب. وفي تونس حثت رايس الحكومة على تسريع وتيرة الاصلاحات السياسية، كما تطرقت الى التهديد الارهابي في هذه المنطقة، وذلك خلال لقائها الرئيس زين العابدين بن علي في قصر قرطاج. وقالت للصحافيين خلال رحلتها في الطائرة من تونس الى الجزائر «لقد حصلت في تونس اصلاحات سياسية»، واضافت «قلنا بشكل واضح اننا نرغب في أن تقوم تونس بالمزيد»، مضيفة انها اجرت مع الرئيس التونسي «مناقشة جيدة جدا ومكثفة» حول حرية الصحافة وحرية الانترنت وتمكين المعارضة من الظهور على التلفزيون. القوانين المتعلقة بالمرأة وغالبا ما تحث الادارة الاميركية تونس على اقرار المزيد من الاصلاحات الديموقراطية، مشيدة بالانجازات الاجتماعية السياسية التي تحققت، وب «الدور الاساسي» الذي تقوم به تونس في مجال مكافحة التطرف الاسلامي والتهديد الارهابي. ولم تشذ رايس عن هذه القاعدة عندما اكدت «اني تحدثت عن الدور الاستثنائي الذي لعبته النساء في تونس، لقد حققن تقدما كبيرا هنا»، في اشارة الى قوانين الاحوال الشخصية، التي تعود الى عام 1957 والتي تعطي المرأة حقوقا واسعة مقارنة مع كثير من الدول العربية والاسلامية. مشكلة تداول السلطة جاء لقاء رايس مع الرئيس بن علي بعد ترشيحه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة لعام 2009، ويطالب قسم من المعارضة في تونس باصلاحات سياسية وبتداول السلطة. واشارت الوزيرة الى انها اطلعت بن علي على مضمون المحادثات التي اجرتها مساء الجمعة مع الزعيم الليبي معمر القذافي، وتعتبر واشنطن ان تونس لعبت دورا ايجابيا لدى الزعيم الليبي لدفعه الى انتهاج سياسة معتدلة وتصالحية مع الغرب. وتأتي هذه الزيارة في اعقاب اطلاق متطرف اسلامي نداء عبر الانترنت لاغتيال رايس اثناء جولتها المغاربية، واتخذت السلطات الجزائرية اجراءات امنية مشددة لضمان امن الوزيرة. وردا على سؤال حول هذا التهديد قالت رايس في الجزائر «الارهابيون يحاولون»، انهم يختارون اهدافا وللاسف هناك سلسلة تفجيرات وقعت هنا، لا اعتقد ان هناك خطرا خاصا في هذه المنطقة». وتطرقت محادثات رايس مع بن علي الى الوضع في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري.