اجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السبت مباحثات مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تقوم بزيارة لتونس ثاني محطة لها في جولة مغاربية بدأتها الجمعة في ليبيا على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس. وقالت رايس للصحافيين "لقد بحثنا في شؤون داخلية هنا في تونس وفي وتيرة الاصلاحات" مؤكدة انها اجرت "مباحثات جيدة ومكثفة". واضافت الوزيرة الاميركية في ختام مباحثاتها مع الرئيس التونسي في القصر الرئاسي "اننا اصدقاء ويمكننا (بهذه الصفة) ان نجري مباحثات جيدة ومكثفة حول مسائل تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية. وهكذا جرت الامور". ورحبت رايس ايضا بالتقدم الاجتماعي في تونس. وقالت "اني احرص على الاشارة الى اني تحدثت عن الدور الاستثنائي الذي لعبته النساء في تونس. لقد حققت النساء تقدما كبيرا هنا". واشارت الوزيرة الاميركية ايضا الى انها اطلعت بن علي على مضمون المحادثات التي اجرتها مساء امس الجمعة مع الزعيم الليبي معمر القذافي اثناء زيارة تاريخية لها الى ليبيا. وتزور رايس بعد ليبيا وتونس كلا من الجزائر والمغرب. وقالت "لقد بحثنا بالطبع الظروف السائدة في المنطقة لجهة الامن ومكافحة الارهاب". وتم التطرق ايضا مع بن علي الى الوضع في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري الذي حصل في اب/اغسطس في هذا البلد. ومن المقرر ان تلتقي رايس نظيرها التونسي عبد الوهاب عبد الله قبل التوجه بعد الظهر الى الجزائر. وقد تم الغاء زيارة كانت مقررة لرايس للمدفن الاميركي في تونس اجلالا لجنود اميركيين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية في مواجهة القوات الالمانية. وبحسب المقربين منها ستثير رايس في تونس مسالة احترام حقوق الانسان وملف المعتقلين التونسيين في غوانتانامو واولئك الذين سلمتهم الولاياتالمتحدة للسلطات التونسية. يشار الى ان معتقلين تونسيين اثنين سابقين في غوانتانامو هما عبد الله الحاجي ولطفي لاغه تم تسليمهما العام الماضي لتونس حيث تمت محاكمتهما ولا يزال هناك عشرة معتقلين تونسيين في معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا. وكانت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" الاميركية و"ريبريف" البريطانية عبرتا عن مخاوف من تعرض هؤلاء المعتقلين لسوء معاملة من قبل السلطات التونسية غير ان تونس ترفض باستمرار "هذه المزاعم التي لا اساس لها". وتأتي جولة رايس التي ستشمل ايضا الجزائر والمغرب في الوقت الذي اطلق فيه متطرف اسلامي على الانترنت نداء لاغتيالها اثناء جولتها المغاربية. وقال المتطرف الاسلامي في دعوته التي نشرت على الانترنت الاربعاء ان هذه الجولة تشكل "فرصة فريدة لقتلها (رايس)" قبل ان تغادر منصبها كوزيرة للخارجية. وذكر موقع "سايت انتيليجنس غروب" ان هذه الدعوة وجهها اسلامي غير معروف على موقع الاخلاص الاكثر استخداما من جانب الجماعات الاسلامية الاصولية وبينها تنظيم القاعدة. وكانت رايس وصلت ليل الجمعة-السبت الى تونس آتية من طرابلس وستغادرها الى الجزائر بعد ظهر السبت.