سعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى تعاون أوثق مع دول الشمال الافريقي في مكافحة الارهاب يوم السبت خلال جولة في المنطقة الغنية بالنفط التي تشهد من وقت لاخر اعمال عنف تنسب الى تنظيم القاعدة. وقالت رايس التي تزور الجزائر وتونس بعد يوم من اجتماع تاريخي مع الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس للصحفيين انها شعرت بالحزن للهجمات التي وقعت في الاونة الاخيرة في الجزائر والتي قتل فيها العشرات. وقالت رايس بعد محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "التعاون هنا جيد" مضيفة ان البلدين أكدا على " العلاقات القوية" في المحادثات. وقالت وهي تشير الى دول الشمال الافريقي بصفة عامة " لكن هناك دائما المزيد الذي يمكن عمله لتعزيز تبادل المعلومات والتأكد من ان لديك كل القنوات الصحيحة لتقديم الدعم الفني فيما يتعلق بتهديد الارهاب." وقالت "ليس سرا انها مشكلة ملحوظة للغاية حقا في (دول) المغرب." وقتل عدد يقدر بأنه 125 شخصا في تصاعد العنف السياسي في الجزائر في اغسطس اب في هجمات شنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي واشتباكات بين الجيش والمتشددين. والعنف الذي يندلع من وقت لاخر يصيب كثيرين بالقلق في المنطقة لان الجزائر من الدول الرئيسية المصدرة للطاقة الى اوروبا ومازال السكان البالغ تعدادهم 34 مليون نسمة يبحثون عن الاستقرار بعد سنوات من الصراع السياسي. وبدأ تمرد اسلامي في عام 1992 في الجزائر بعد ان الغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات كان في حكم المؤكد ان يفوز فيها الاسلاميون. وقتل أكثر من 150 الف شخص في اعمال العنف التي اعقبت ذلك. وقالت رايس انها بحثت الامن مع الرئيس زين العابدين بن علي اثناء زيارة لتونس في وقت سابق من يوم السبت. ويتركز القلق الامني على الجزائر عملاق تصدير النفط والغاز في المنطقة وان كان المغرب وتونس اللذان يؤيدان الغرب تعرضا أيضا لهجمات من متشددي القاعدة في السنوات الاخيرة. وقالت رايس انها اثارت موضوع الجزائريين المحتجزين في جوانتانامو مع بوتفليقة واضافت ان البلدين بينهما علاقة عمل طيبة فيما يتعلق بهذه المسألة. وقالت وهي تردد مجددا ان هدف الولاياتالمتحدة هو اغلاق هذا المركز "من المهم ان تكون هناك ضمانات امنية وحماية لحقوق الانسان ونحن نشعر ان تعاملنا كان جيدا مع الجزائر فيما يتعلق بهاتين المسألتين." وحثت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) في الاسبوع الماضي رايس على الضغط على الجزائر للتأكد من حسن معاملة ووضع معتقلي جوانتانامو الذين اعيدوا للجزائر في الاونة الاخيرة. وتقول المنظمة ان اربعة عادوا الى الجزائر في الشهرين الاخيرين بينما مازال يوجد 21 في معتقل جوانتانامو. وقال مسؤولون جزائريون ان اعادة أي جزائريين من هذا المعتقل يمكن ان تتم فقط "دون أي شروط أو قيود". ويقول مسؤولون امريكيون ان بعض الحكومات لن يعاد اليها مواطنوها المحتجزون في جوانتانامو بينما لن تعامل حكومات اخري مواطنيها بطريقة انسانية ومازالت بعض الحكومات الاخرى غير راغبة في تقديم ضمانات امنية تعتقد واشنطن انها ضرورية. وقالت رايس ايضا انها سعت من اجل اجراء اصلاحات سياسية أعمق وانتخابات حرة خلال زيارتها لتونس التي يتهمها منتقدون بانتهاك الحقوق وخنق حرية الصحافة. ويوم الجمعة قامت رايس بأول زيارة لوزير خارجية امريكي لليبيا في 55 عاما وهي خطوة استهدفت انهاء عقود من العداء بعد توقيع اتفاق تعويض يغطي مطالبات قانونية تشمل ضحايا قصف امريكية وليبية.