بحضور جماهيرى غفير فاق طاقة إستيعاب مقاعد فضاء حدائق خير الدين بالمدينة العتيقة لتونس العاصمة قدّم الفنان التونسى العربى ليلة السبت ال27 من أيلول/ سبتمبر عرضه الحدث لرمضان 2008 "منارات" ضمن إطار فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان المدينةبتونس العاصمة. عرض "منارات" الذى ضمّ أكثر من ثلاثين منشدا وعازفا وبوشناق طبعا انطلق فى الساعة العاشرة وعشر دقائق بالتوقيت التونسي/ التاسعة وعشر دقائق بالتوقيت العالمى بحضور جماهيرى غفير ملأ ساحة الفضاء –كما أسلفنا سابقا- جاؤوا لمتابعة تفاصيل "منارات" خاصة بعد الأصداء الطيبة التى وصلت الجماهير إثر الحفل للأول لمنارات بوشناق فى إفتتاح الباقة الثالثة لتظاهرة "موسيقات" وعدّة مهرجانات مدن تونس الرمضانية كمهرجان مدينة منوبة التاسع. علاوة على أن بوشناق لم يسبق له أن قدّم عرضا موسيقيا متكاملا فى هذا التوجّه الروحى والصوفى الذى صاغ كلماته ثلة من الشعراء التونسيين ومن الموسيقيين تصطحبه مجموعة صوتية وأربعة عازفين على آلة الدف وهم: لطفى سوّة ومحمد عبد القادر بالحاج قاسم ومعز الطرابلسى ونصر الدين شلبى وعازف الناى و بعبارة أدق "القصبة الجنوبية التونسية" حسين بن ميلود بأغنية دينية صاغ كلماتها الشاعر جلال الصويدى ويقول مطلعها: يا سامع صلّى باللّه/ وصلّى على أشرف خلق الله/ واسمعها منى صدقني/ والصادق رسول الله.. ولقرابة الساعة والنصف أنشد بوشناق العديد من النوبات وهى نوبة "لاح بلادي" التى تغنى فيها بجلّ أسماء الأولياء الصالحين تقريبا فى كامل محافظات تونس الأربع والعشرين كسيدى عمار والسيدة المنوبية وللاّ العربية وعلى الحطاب وبوسعيد الباجى وسيدى بن عروس وسيدى البشير بمحافظات تونس الكبرى "تونس، بن عروس، أريانةومنوبة" وسيدى على عزوز بزغوان وسيدى بومخلوف بالكاف وسيدى برويس بسليانة وسيدى منصور بصفاقس وسيدى السحبى بالقيروان وسيدى بولبابة بقابس وآخرين. ليواصل تقديم فقرات عرض "منارات" وسط تفاعل كبير من الجمهور الذى كان ليلتها فى حالة تجلّ قصوى لم يسبق أن شهدها فضاء مسرح حدائق خير الدين، فقدم نوبة "سيدى عبد القادر" ونوبة "سيدى حمادة" ونوبة "سيدى سعد" وهى كلها من كلمات الشاعر جلال الصويدي. ومن كلمات الشاعر صلاح الدين بوزيان قدم بوشناق نوبة "سيدى محرز" كما واصل من كلمات الشاعر جلال الصويدى تقديم نوبة "سيدى بن عيسى" ثم نوبة "سيدى الصحبي" من كلمات الشاعر عماد الورغبى فنوبة الهربة "بلحسن الشاذلي" من كلمات صلاح الدين بوزيان الذى كتب له أيضا أغنية "توبة" لتكون كلّ هذه النوبات هى إنتاج خاص وجديد من تلحين بوشناق الذى غامر ليلتها بتقديم الجديد من الأغانى الصوفية على طريقته الخاصة ومدرسته الأخص التى ماانفكّت تتوضّح معالمها ونهجها الموسيقى التونسى الصميم مستعينا فى ذلك بآلة "القصبة" أو بموسيقى "السطنبالي". قدم بذلك مزيجا رائعا وحيّا بين الأصوات كآلات موسيقية الشديدة الخصوصية وأصوات رجالية لجوق أبدع إلى أقصى حد فى ترديد المطالع والإقفالات وما بينهما، بعيدا كل البعد عن الترديد الكورالى الكلاسيكي، بل ليكون الجوق نجما ثانيا ليلتها هذا إضافة للمجهود الكبير والواضح الذى قام به شعراء عرض منارات الذى جاءت كلماته بلهجة عامية تونسية مستساغة لكلّ الآذان العربية، رغم محليتها المفرطة من خلال جمل شعرية بعيدة عن المستهلك والمتداول. فى الختام عرض منارات جاء كما أراده بوشناق تسليطا لضوء قدسى على أعلام تونسية اسلامية ما زالت خالدة فى ذاكرة وتقاليد تونس وأهلها من الشمال إلى الجنوب. وتجدر الإشارة إلى أنه سيسدل الستار نهائيا الليلة الإثنين 29 أيلول/ سبتمبر الجارى بفضاء المسرح البلدى بالعاصمة تونس على فعاليات الباقة السادسة والعشرين لمهرجان المدينة الأول بتونس "مهرجان المدينة" بعد أكثر من خمسين عرض من موسيقات العالم والمسرح والتجليات والمسامرات وغيرها من الجماليات الرمضانية من خلال العرض الحدث لرمضان هذا العام مع الصوت الحالم للفنانة التونسية الكبيرة أمينة فاخت فى أول مشاركة لها بمهرجانات المدن فى تونس.. لينتهى المهرجان كما بدأ فى السادس من أيلول/ سبتمبر الماضى تونسيا "حفل الإفتتاح كان بتوقيع فرقة المعهد الرشيدى تحت قيادة التونسى زياد غرسة"، ومن هناك ستكون "الديفا" أمينة أفضل ختام لأجندا أعرق مهرجان رمضانى بتونس المهرجانات فى دورته الأولى بعد الخامسة والعشرين أى بعد إحتفال المهرجان السنة المنقضية ب"يوبيله" الفضي.