شهدت قضية الطالبة المصرية آلاء حسن مجاهد (15 عاماً) مزيداً من التداعيات بسبب قرار وزارة التربية والتعليم اعتبارها راسبة في مادة اللغة العربية في امتحان الثانوية العامة، بعدما هاجمت الرئيس الأميركي جورج بوش وانتقدت سياسات بلاده في المنطقة العربية وتحدثت عن الأوضاع الداخلية المصرية خلال إجابتها عن أسئلة اختبار نهاية العام في مقرر اللغة العربية. واحتاج الأمر إلى تدخل الرئيس حسني مبارك لإلغاء قرار الوزارة. وكانت قضية الطالبة أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط المصرية، وصل إلى حد طلب نواب البرلمان التحقيق مع وزير التربية والتعليم يسري الجمل. وكان مصحح الاختبار ويدعى حسن البياع لفت انتباهه اختيار الطالبة موضوع السياسات الأميركية في المنطقة وانتقادها بوش وسياسات الحكومة المصرية وتعاطيها مع قوى المعارضة، فتحفظ عن ورقة الإجابة ورفع مذكرة إلى الوزارة التي حققت مع الطالبة وأصدرت قراراً باعتبارها راسبة. وشن حقوقيون ومعارضون هجوماً حاداً على الوزير العضو في لجنة السياسات التي يقودها جمال مبارك في الحزب الوطني الحاكم. وقالت مصادر إن الرئيس مبارك اتصل بالوزير الجمل واللواء سعيد صوان محافظ الدقهلية التي تقع مدرسة الطالبة في نطاقها، فور علمه بالواقعة للاستفسار عنها. وأمر بإعادة تصحيح أوراق آلاء وعدم حرمانها من الامتحان. وطلب مبارك أن «يكتفي المسؤولون في المديرية التعليمية بلقاء الطالبة، ليشرحوا لها أن ما ارتكبته يعد خطأ، على أساس أن التعبير عن آرائنا السياسية تجاه القضايا المختلفة أمر إيجابي، ونحن نشجعه ونشجع مشاركة الشباب، ولكن في سياق أخلاقي، بعيداً عن أي خروج على الأخلاق، وأيضاً أن يتم ذلك في مجاله الطبيعي من خلال النشاطات الطالبية والصحافة المدرسية وليس في كراسات الاجابة». وأضافت المصادر أن الوزارة أعادت أمس تصحيح أوراق الطالبة «تنفيذاً لأوامر الرئيس وإنصافاً لها». وكان امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي دعا الطلاب إلى كتابة موضوع عن «تعمير الصحراء واستصلاحها والمجهودات التي تبذلها الدولة في هذا المجال». لكن آلاء كتبت في اجابتها ثلاث صفحات، الأولى والثانية كانتا عن جهود الدولة في تعمير الصحراء وجهود الشباب وإمداد الحكومة لهم بالأراضي والتعقيدات والمشاكل التي يواجهها الشباب، وفي الصفحة الثالثة استخدمت آلاء عبارات اعتبرتها الوزارة «خارجة عن سياق الموضوع وتحمل بعض الهجوم على بعض الدول وعلى النظام في مصر والسياسات الاميركية في المنطقة». واعتبر المصححون إجابتها خروجاً عن موضوع الامتحان، فطبقوا قراراً وزارياً صدر العام 2000 يقضي بأن أي طالب يكتب عبارات خارجة عن الأخلاق أو شتائم في أوراق الاجابة يُحرم من الامتحان. وبالفعل، اتخذت المديرية التعليمية في محافظة الدقهلية قراراً بحرمانها من الامتحان إلى أن قدم والدها التماساً إلى الوزير الجمل يطلب فيه إعادة النظر في هذا القرار، فقرر الوزير قبول الالتماس والاكتفاء برسوب الطالبة وإعادة الامتحان في الدور الثاني.