اختتمت فى العاصمة الصينية بكين فعاليات الألعاب الأولمبية الموازية التى انطلقت قبل عشرة أيام ومثلت هذه الألعاب فرصة هامة للعناصر التونسية المشاركة لتعلن التحدى وترفع راية تونس عالية موشحة صدورها بعدد كبير من الميداليات من مختلف المعادن. إذ نجح الرياضيون التونسيون فى الظفر برصيد هائل من الميداليات يقدر بواحد وعشرين ميدالية، تسع منها من المعدن النفيس وتسع فضيات وثلاث ميدالية برنزية، مع العلم أن اليوم الختامى هو اليوم الوحيد الذى لم تحقق فيه عناصرنا الوطنية أية ميدالية بالرغم من المشاركة المكثفة لعدائينا فى مسابقات المارطون، باعتبار أن جل العدائين التونسيين غير متعودين على مثل هذه السباقات فوجدوا صعوبات كبيرة فى هذا الصنف من المنافسات وبذلك توقف عدد الميداليات عند 21 ميدالية، تحققت جلها فى ألعاب القوى فقط، بما أن الجامعة فضلت هذا الاختصاص واختارته للمشاركة ولا شك أن النتائج المحققة تعكس نجاح هذا الاختيار. تحققت الميداليات الذهبية عن طريق كل من روعة التليلى وفرحات سيدة "2" وعبد الرحيم زهيو "2" وسمية بوسعيد "2" ومراد العيدوى وفوزى رزيق، والفضية كانت من نصيب كل من عباس السعيدى ومراد العيدودى وروعة التليلى وهنية عايدي، ومحمد الفوزاعى وعبد الرحيم زهيو وسنية منصور "2" ومحمد كريد. والبرنزية منها كانت من نصيب كل من يسرى بن جمعة ومحمود الخالدي، ويمكن اعتبار فرحات سيدة نجم الألعاب بما أنه عاد بثلاث ميداليات. رفعت تونس حصادها من الميداليات فى هذه الألعاب إلى 21 ميدالية يعد هذا الحصاد تاريخيا باعتبار أن العناصر الوطنية المشاركة تخطت حاجز 18 ميدالية التى ظفرت بها تونس فى الألعاب الأخيرة بأثينا. هذا التتويج جاء ليؤكد الأفضلية التونسية على جميع المستويات، إن هذه النتائج الباهرة والمتميزة وكل هذه الانجازات تعكس نجاح المشاركة التونسية فى هذه الألعاب بكل المقاييس بل إنها فاقت تصورات وانتظارات الجامعة التى اعتبرت أن كسب 20 ميدالية يعد أمرا رائعا ويعد إنجازا كبيرا. جاء هذا الكسب كثمرة للعناية الموصولة والمتابعة الدائمة والتشجيعات المتواصلة التى ما فتئت تقدمها تونس للرياضة التونسية مما جعلها تحقق نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة. ولعل مثل هذه النتائج تشجع كل الأطراف على مزيد البذل والعطاء من أجل كسب التحديات والرهانات المستقبلية.