حاصرت قوات الجيش السوداني الاربعاء منطقة جبل العوينات التي يحتجز فيها 19 رهينة، هم 11 سائحا اوروبيا و8 مصريين، على الحدود بين مصر والسودان. وفي اليوم الخامس لخطف هذه المجموعة التي كانت في رحلة (سافاري) في جنوب مصر قال وزير السياحة المصري زهير جرانة "نحن نواصل جهودنا بلا توقف للافراج عن الرهائن". اختطف السياح وهم خمسة ايطاليين وخمسة المان وروماني اضافة الى ثمانية مرافقين مصريين (دليلان واربعة سواق وعنصر من حرس الحدود وصاحب الوكالة المنظمة للرحلة)، الجمعة الماضي من قبل "قطاع طرق"، بحسب مصادر رسمية مصرية. وقال علي يوسف احمد مدير ادارة المراسم بوزارة الخارجية السودانية الثلاثاء انه تم رصد الرهائن وخاطفيهم بدقة في منطقة جبل العوينات الجرداء على بعد 25 كلم من الحدود مع مصر، وان القوات السودانية تحاصر المنطقة. غير انه اوضح انه "ليس هناك اتجاه للقيام بعملية عسكرية حفاظا على ارواح الرهائن". واثر الفوضى التي اثارها الاعلان الخاطئ لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بالافراج عن الرهائن، ووسط خضم من الشائعات، قررت السلطات المصرية فرض تكتم الى اقصى حد عن القضية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد "يستحسن عدم الخوض في الامر قبل ان تؤتي الجهود من اجل الافراج عن الرهائن ثمارها". غير ان مسؤولا مصريا رفيع المستوى، طلب عدم كشف هويته، اعرب عن الامل في ان يتم التوصل الى حل "في غضون يوم او يومين". وقال السفير الروماني في القاهرة جيورجي دوميترو "الجهود مكثفة جدا والخوض كثيرا فيها يمكن ان يكون ضارا" مضيفا "علينا ان نتحلى بالامل في نهاية سعيدة" لهذه القضية. واكدت السلطات السودانية الاربعاء ان جميع الرهائن على قيد الحياة وان المفاوضات متواصلة مع الخاطفين. وقال علي يوسف "بحسب المعلومات التي لدينا جميع الرهائن بصحة جيدة". واشار الى ان هدف السودان هو "المساعدة في تأمين الافراج عنهم دون ان يتعرضوا لاذى وباسرع ما يمكن" مضيفا ان المفاوضات متواصلة مع الخاطفين. واوضح "ان المانيا كانت على اتصال معهم (الخاطفين)" غير انه لم يدل بالمزيد من التفاصيل. وكانت عملية الخطف تمت على بعد عشرة كيلومترات من الحدود مع السودان في منطقة كرك طلح في جنوب غرب مصر وعلى بعد الف كلم من القاهرة وغير بعيد من الاراضي الليبية. وهي منطقة تنتشر فيها الكثبان الرملية وفيها كهوف تعود الى ما قبل التاريخ تقع على حدود جبال الجلف الكبير وجبل العوينات الواقع بين مصر والسودان وليبيا. واكد السفير الروماني ان "المصريين والالمان والايطاليين والرومانيين يتعاونون بشكل وثيق". وتجري الاتصالات مع الخاطفين عبر هاتف منظم الرحلة الموجود ضمن الرهائن وزوجته الالمانية. وكان علي يوسف اكد الثلاثاء ان الخاطفين مصريون. غير ان وزير السياحة المصري نفى ذلك وقال "لست ادري كيف يمكنه تأكيد ذلك ولا توجد اثباتات مؤكدة عن جنسيتهم"، واشارت مصادر مصرية الى ان الخاطفين قد يكونون تشاديين. وهذه المنطقة يمكن الوصول اليها من السودان ومصر وليبيا عبر طرق تهريب تبعد 200 كلم عن دارفور. وتتراوح الارقام بشأن قيمة الفدية التي يطلبها الخاطفون من 4 الى 60 مليون دولار في غياب اي تأكيد رسمي. وقال مصدر امني مصري "كانوا يطالبون ب60 مليونا ثم نزل الرقم الى ما دون العشرة ملايين". ووصف وزير السياحة المصري ارقام 6 و8 و15 مليونا التي تتداولها وسائل الاعلام بانها ليست صحيحة.