تنفس الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير ماليته هنري بولسون الصعداء بعد مصادقة مجلس النواب الأميركي على خطة إنقاذ النظام المالي أمس الجمعة لأنهما كانا يخشيان من العواقب الوخيمة لأي فشل جديد في إقرار تلك الخطة التي كان مجلس النواب قد رفضها الاثنين الماضي, حسب صحيفة لوموند الفرنسية. لكن الموافقة على هذا القانون الاستثنائي الذي يسمح للخزينة الأميركية بشراء الأصول الهالكة للمصارف التي تسببت في الأزمة, لم تكف لتبديد مخاوف الأسواق المالية كليا. فقد انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1,5% بعد التصويت, كما عبر بعض المستثمرين عن خشيتهم من أن لا يكون هذا الإجراء كافيا, خاصة أنهم بدؤوا يرون أمام أعينهم آثار شلل أسواق الائتمان تنتشر بصورة خطيرة في مفاصل الاقتصاد الحقيقي. وبسبب غياب القروض تقلص إنفاق المواطنين الأميركيين فانهارت سوق السيارات وبدأت شركاتها تقلص الأسعار, كما زادت نسبة البطالة, بعد أن استغنى الاقتصاد الأميركي عن 159 ألف وظيفة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي, وهو ما لم يحدث منذ مارس/آذار 2003. ورغم المصادقة على خطة بولسون فإن الكثيرين يخشون من تكرار أزمة الكساد الكبير 1929. لوموند نقلت في هذا السياق عن كاتبين أميركيين في مقال لهما بمجلة وول ستريت جورنال قولهما إن تصريحات فرانكلين روزفلت إبان الكساد الكبير قبل 84 سنة تنطبق على الواقع الحالي. ونقلا عن روزفلت قوله آنذاك: "لدينا مصارف في حالة سيئة, وبعض أصحاب هذه المصارف بدوا إما عاجزين أو غير نزيهين (...) عندما استخدموا رؤوس الأموال المودعة لديهم للمضاربة أو منح قروض غير معقولة". ويرى توماس فيلون الأستاذ بجامعة نيويورك أن مقارنة الأزمة الحالية بكساد 1929 "صائبة في ظل تشابه آثار الأزمتين على النظام المالي". لوموند نقلت عن خبراء اقتصاديين قولهم إذا كان سيناريو 1929 قد تم تجنبه فإن الولاياتالمتحدة لن تتمكن من تحاشي الدخول في ركود حاد, مما يعني أن السلطات العمومية قد تضطر في أي وقت للتدخل من جديد لإنقاذ الموقف.