تعهد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بدعم أحزاب المعارضة التي أعلن بعض زعمائها الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تشرين الأول من عام 2009، واعداً بتطوير الواقع السياسي وترسيخ الخيار الديمقراطي منهجاً وأسلوباً. ونقلت وكالة الأنباء التونسية أمس عن بن علي تأكيد دعمه لأحزاب المعارضة ومساعدتها على القيام بدورها على أحسن وجه خلال الانتخابات «بما يكفل المساهمة في تطوير الحياة السياسية»، دون أن يوضح نوعية هذا الدعم. وجاءت تصريحات الرئيس التونسي عند استقباله في قصر الرئاسة بقرطاج الأمين العام لحزب «الاتحاد الديمقراطي الوحدوي» المحامي أحمد الاينوبلي، المعارض الذي أعلن ترشحه للانتخابات القادمة أمس الأول. وتمتد الولاية الرئاسية في تونس إلى خمس سنوات، ويمارس بن علي مهامه منذ عام 1987 خلفاً للرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وأدخل الرئيس بن علي أخيراً تعديلاً على الدستور يتيح بشكل استثنائي لرؤساء أحزاب المعارضة وأمنائها العامين المنتخبين والمباشرين لمهامهم، بالترشح للانتخابات الرئاسية بعد توليهم مناصبهم لمدة لا تقل عن سنتين متتاليتين «عوضاً من خمس»، كما ألغى شرطاً بضرورة أن يكون الحزب ممثلاً في البرلمان. ويتيح التعديل الدستوري لستة أحزاب معارضة تونسية معترف بها، الترشح للانتخابات الرئاسية، باستثناء «حزب الخضر للتقدم» و«التكتل من أجل العمل والحريات» لأن أمينيهما العامين غير منتخبين. ويعد الاينوبلي، ثاني معارض تونسي تتوافر فيه الشروط التي حددها التعديل الدستوري الأخير، وذلك بعد إعلان الأمين العام «لحزب الوحدة الشعبية» محمد بوشيحة ترشحه للانتخابات الشهر الماضي. وتتهم بعض أحزاب المعارضة التونسية حزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» الحاكم الذي يرأسه بن علي، وصاحب الأغلبية البرلمانية ب«الهيمنة» على الحياة السياسية في البلاد وانتهاج «سياسة إقصائية» ضدها وتشديد شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.