بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين إلى الأستاذ أحمد نجيب الشابي: بعد التحية والثناء على شجاعتك الأدبية والسياسية، أرسل إليك هذه الملاحظة الموجزة وإن كنت شبه واثق من أنك لن ترد عليها، فقد وجهت لك في السابق أسئلة علنية ولم ترد عليها. لقد قرأت كلمتكم في المجلس الوطني لحزبكم، فلاحظت أنها لم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولا بالصلاة والسلام على رسوله الكريم ولم تختتم بحمد الله على نعمه الكثيرة عليك وعلى حزبك ومن تحب. أردت أن أستفسر فقط هل الأمر مجرد سهو أم هو موقف مبدئي وفلسفي إزاء الموضوع. وقد لاحظت أيضا أنك في خطابك أمام المجلس الوطني لحزبك لم تشر إلى المسائل المتصلة بالهوية الإسلامية للتونسيين وبحرياتهم الدينية، مع أنني أؤكد لك أن 50% من الناخبين التونسيين يقدمون هذه المسائل في الأهمية على كل النقاط الأخرى التي تطرقت إليها في خطابك المذكور، وفي حديثك قبل يومين لقناة الجزيرة، أرجو أن تحظى هذه الملاحظات باهتمامك وعنايتك. مع التقدير. إلى د. محمد مواعدة: بعد التحية، مقالتك الأخيرة في جريدة الصباح فيها بعض التراجع عن التصريحات الفجة والجارحة التي نسبت لك في ندوة من الندوات حول تناقض الإسلام مع الديمقراطية، وحول دكتاتورية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولكن يا د. محمد، وأنت رجل، عالم يعرف فضيلة التواضع والنقد الذاتي عند أهل العلم، أكثر ما قلته في مقالتك الجديدة مجانب للصواب، وإليك بيان ذلك: الإسلام فعلا دين الحرية، أمر بالشورى وألزم نبيه صلى الله عليه وسلم بها حتى بعد هزيمة أحد، أعلن أن الناس جميعا سواسية كأسنان المشط. قرر أن اعتناق الإسلام عن إكراه باطل وغير مقبول. أكد بشكل قاطع حرية الإنسان أمام الكهنة والسلاطين والأباطرة. وبهذه المعاني والقيم انتشر في قلوب مليارات البشر منذ ظهوره إلى يوم الناس هذا. أما سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد كان عادلا كما اعترفت بذلك، وحازما كما قلت أيضا، ونصيرا للحرية، جادلته امرأة مواطنة عادية فقيرة في المسجد فقبل رأيها. أخطأ ولده فأقام الحد عليه. حث الناس علنا على مواجهته ولو بالقوة إن خالف عقد البيعة بينهم وبينه. كان عادلا، وكان ديمقراطيا أي، مؤمنا بحرية الناس في التعبير وفي انتقاد الحاكم علنا، والضغط عليه ومواجهته إن لزم الأمر. أقترح عليك أن تستأنف بحثك في صلة الإسلام بالحرية وفي ديمقراطية سيدنا عمر رضي الله عنه، وأن يكون أول بحثك أن تزور المواطن التي أشرق منه نور الإسلام وولد فيها وحكم فيها سيدنا عمر. أقترح عليك أن تجعل زيارتك المقبلة خارج تونس إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وأنا واثق أنك سترى من مناسك العمرة ومن معالم المدينتين الكريمتين، سترى وستضع يديك على بعض الأسرار الإضافية التي تجعل قلوب أكثر من مليار بشر، في يومنا هذا، في ساعتنا هذه، تفيض بحب شريعة الحرية وحب الحاكم الفاتح الذي عدل فأمن فنام ولا مشاحة في الإصطلاح. مع التقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته