حذر مستشارو الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما نائب الرئيس ديك تشيني من مهاجمة سوريا أو إيران وذلك فور الإعلان رسميا عن فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء واكتسح خلالها منافسه الجمهوري جون ماكين. وذكر موقع "فيلكا" الإسرائيلي، أن مستشاري أوباما وهما وزير البحرية السابق ريتشارد دانزيج، ومستشار شؤون الأمن القومي جوناثان سكوت جرايشون، سارعا إلى طلب اجتماع قصير وعاصف وعاجل مع تشيني في واشنطن فور إعلان النتائج. أضاف الموقع، إن مساعدي أول رئيس أمريكي أسود وجهوا تحذيراً شديد اللهجة إلى تشيني من مغبة القيام بأي هجوم عسكري ضد إيران أو سوريا خلال الفترة الفاصلة حتى استلام باراك أوباما لمهام الرئاسة في يناير القادم. وجاء التحذير بعد ورود معلومات تشير إلى نية تشيني، أحد أهم صقور إدارة بوش والذي يؤيد ضرب إيران وسوريا، توريط الإدارة الجديدة في عمل أحمق يضر بسياسات أوباما قبل أن يبدأ حكمه. وبحسب "فيلكا"، ذكّر وفد أوباما تشيني بقدرة الرئيس الدستورية على ملاحقة وسجن أي مسؤول سابق بتهمة الحنث بالقسم على الدستور والعمل لغير مصالح الولاياتالمتحدة . يذكر أن تشيني صرح أكثر من مرة إن التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل بمثابة تهديدات للولايات المتحدة. وأكد تشيني"إن الولاياتالمتحدة لن تضغط مطلقا على إسرائيل لاتخاذ خطوات تعرض أمنها للخطر, مشيراً الى أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، معتبرا أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في مواجهة في خطر قد يأتيها من إيران أو سوريا. رد فعل إيران وكانت إيران وفي أول رد فعل رسمي من جانبها على فوز أوباما برئاسة امريكا، أكدت على لسان مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية غلام رضا حداد عادل، إن فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية الامريكية هو "هزيمة" لسياسات جورج بوش في انحاء العالم. وقال عادل :"فوز أوباما يمثل هزيمة لسياسات الرئيس الحالي للولايات المتحدةالأمريكية في أنحاء العالم وانه ليس أمام من يفوز بالرئاسة الامريكية خيار سوى النأي بنفسه عن نهج بوش لانه يصب في مصلحة الشعب الامريكي وشعوب العالم". ورأى حداد أن "الشعب الامريكي في الواقع مضطر لاجراء تغييرات في سياسات بلاده وذلك لانقاذ نفسه من المستنقع الذي اوجده له الرئيس جورج بوش". بدوره، أعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن انتخاب الشعب الأمريكي لأوباما رئيسا للولايات المتحدة دليل واضح على رغبة وإرادة هذا الشعب بإحداث تغييرات جذرية في السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا. وأعرب متكي عن امله في أن تتمكن الحكومة الامريكيةالجديدة عمليا من تنفيذ رغبة الشعب الامريكي في الابتعاد عن التوجهات الخاطئة لرجال الإدارة الامريكية الحاليين. كما أعربت الحكومة الايرانية على لسان المتحدث باسمها غلام حسين الهام، عن املها في ان يقوم الرئيس الامريكي المنتخب باجراء تغييرات جذرية في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه القضايا الدولية واحترام حقوق الانسان والشعوب وانهاء الهيمنة والعدوان على الدول , والسعي لتحسين سمعة امريكا على الصعيد الدولي , وتبديد وتيرة انعدام الثقة المتزايدة عالميا تجاه بلاده. واوضح المتحدث باسم الحكومة الايرانية ان المشاركة غير المسبوقة للشعب الامريكي خلال القرن الاخير في انتخابات رئاسة الجمهورية , تدل على ان سياسات جورج بوش ادت الى كراهية متزايدة ليس على الصعيد الدولي فحسب وانما على الصعيد الدولي ايضا , ومؤشر على العزيمة الجادة للعشب الامريكي لتغيير الاوضاع القائمة , مضيفا : ان تحميل الشعب الامريكي النفقات الباهضة للحروب العبثية والظالمة والتي ادت الى الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في هذا البلد , كانت افضل هدية قدمها بوش للشعب الامريكي. إسرائيل تحذر في هذه الأثناء، قالت إسرائيل اليوم الخميس أن إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما استعداده للحديث مع إيران قد ينظر إليه في الشرق الأوسط على أنه مؤشر ضعف في الجهود الرامية إلى إقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي. وزعمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني للإذاعة الإسرائيلية ردا على تغير السياسة الأمريكية حيال إيران عند تولي أوباما الرئاسة: "نعيش في منطقة حيث من الممكن تفسير الحوار على أنه ضعف باعتبار أنك فرضت عقوبات ثم تتحول إلى الحوار." وتمثل تصريحات ليفني أول إشارة على اختلاف عضو كبير في الحكومة الإسرائيلية مع أوباما منذ فوزه الساحق على المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء. وردا على سؤال حول تأييدها لأي حوار مع إيران قالت ليفني "الاجابة لا." وأضافت ليفني التي تقود حزب كديما الذي ينتمي لتيار الوسط في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقررة يوم العاشر من فبراير: إن "المهم" هو أن الولاياتالمتحدة تحت قيادة أوباما "غير راغبة في قبول امتلاك إيران للسلاح النووي." وقال أوباما انه سيفرض عقوبات أكثر صرامة على ايران لكنه أبقى على امكانية اجراء محادثات مباشرة مع المعادين للولايات المتحدة لحل المشاكل ومن بينها النزاع حول الطموحات النووية لايران. ويزعم الغرب أن البرنامج النووي لتخصيب اليورانيوم يهدف الى تصنيع أسلحة ذرية وهو زعم تنفيه الجمهورية الاسلامية. وقالت إسرائيل ، وهي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك ترسانة نووية، ان البرنامج النووي الايراني يمثل تهديدا لوجودها وانها تبقي كل الخيارات على الطاولة لوقفه. وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت في وقت سابق إن تل أبيب "تتوجس من توجهات أوباما، وخصوصاً من احتمال أن يقرر إجراء حوار مع إيران بشأن برنامجها النووي وفتح مكتب مصالح أميركي في طهران حتى قبل دخول أوباما إلى البيت الأبيض". وأكدت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أنشأت فور صدور النتائج الانتخابية الأميركية، غرفة عمليات خاصة بتحليلها، كما طولب المسؤولون في دائرة أميركا الشمالية التابعة للوزارة بوضع ورقة تحدّد موقفاً أوّلياً حيال النتائج. كما توقعت التقديرات في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن يكون ضلوع الإدارة الجديدة في الصراع العربي الإسرائيلي مرتبطاً بمبعوث رئاسي خاص إلى المنطقة، "وعندها ستدقّق إسرائيل في أولوياته لمعرفة ما إذا كان سيولي أهمية أكبر لاتفاق بين إسرائيل وسوريا أم سيولي أهمية أكبر لاستمرار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية".