أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس الأول الجمعة عن نيته بمواصلة التقدم بالحياة السياسية في تونس، بما يكفل دعم التعددية وتوسيع مجالات المشاركة وتعزيز دور المجتمع المدني، مبيناً أن الخيار الديمقراطي «يعد من الثوابت التي أقام عليها مشروعه الإصلاحي». وأوضح الرئيس التونسي على هامش الاحتفال بذكرى وصوله إلى السلطة أن التحول النوعي الذي حققته تونس في جميع المجالات يأتي «نتيجة لمسيرة تنموية شاملة ومتوازنة الأبعاد»، الأمر الذي أكسب الاقتصاد التونسي «مقومات الارتقاء إلى مستوى الدول المتقدمة». واعتبر بن علي أن تونس تطورت بفضل «منوالها التنموي الذي يراعي الخصوصيات الوطنية ويعتمد النجاعة والتلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي»، لافتاً إلى أن هذا المزيج أدى إلى «ضمان توازنات تونس الكبرى ومجابهة التقلبات الخارجية». وأضاف إن ما بلغته تونس من ازدهار وتقدم «يؤكد سلامة الخيارات والسياسات التي اعتمدت بما يدعم الإصرار على كسب الرهانات ورفع التحديات وإدراك الأهداف المرسومة للفترة القادمة». وأعلن بن علي مجموعة من القرارت التي تهدف إلى تطوير الحياة السياسية والبنية التحتية التونسية، إضافةً إلى تطوير القطاع المالي والمصرفي ودفع القدرة التنافسية للاقتصاد التونسي وتعزيز التصدير. كما شملت القرارات البدء بوضع استراتيجية لسياسة تونس الشبابية للسنوات الخمس المقبلة. وأشار الرئيس التونسي في خطابه إلى ضرورة العناية بالشباب، معتبراً هذا الأمر من «أسس الرؤية الإصلاحية ومن مقومات بناء مستقبل البلاد». وقال بن علي: إن «واجب إعداد الشباب ليعيش إيقاع العصر وتحولاته ينبغي أن يتكامل مع تعميق الحس الوطني في صفوفه وإذكاء روح الانتماء والإحساس بالمسؤولية لديه إزاء تونس أولاً، واعتبار التفاني في خدمتها واجباً مقدساً وأولوية مطلقة لديه». وجرى خلال الفعالية قراءة نص ميثاق الشباب التونسي أمام الرئيس بن علي قبل أن يفسح المجال لمجموعة من الشباب يمثلون الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية لإمضاء هذه الوثيقة، التي توجت سنة للحوار مع الشباب تم تنظيمها سنة 2008 تجسيداً لقرار رئيس الدولة. ويعد هذا الميثاق الأول من نوعه في تونس، ويسعى لإبراز المكانة التي يحظى بها الشباب لدى الرئيس التونسي والأهمية التي يوليها له باعتباره عماد التغيير وعنفوانه المتجدد.