في أجواء احتفالية كبرى وفي نخوة الاعتزاز بما تحقق لتونس من انجازات رائدة منذ التغيير اشرف الرئيس زين العابدين بن علي يوم الجمعة بقصر الرياضة بالمنزه على اجتماع كبير بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر. وخص رئيس الدولة لدى حلوله بساحة قصر الرياضة باستقبال شعبي حار من قبل المواطنين والمواطنات والتشكيلات الشبابية الذين تجمعوا على حافتي الطريق المؤدية للقصر رافعين الاعلام وصور سيادة الرئيس وهاتفين بحياة تونس وحياة قائدها. وترجل رئيس الدولة هذه الطريق التي ازدانت بالالوان الوطنية وباللافتات المتضمنة لعبارات الترحيب برئيس الدولة والتاييد لسياسته الاصلاحية الرشيدة والولاء للوطن ليرد على تحيات الجموع الغفيرة من المواطنين وهتافاتهم وترحيبهم الحار الذى ترجم مدى تعلق التونسيين بسيادته وتمسكهم به مرشحا للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ليواصل قيادة البلاد نحو المزيد من التقدم والنمو. وصافح رئيس الجمهورية مستقبليه من اعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي ومفتي الجمهورية والامناء العامين للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية وعديد الشخصيات الوطنية. والقى الرئيس زين العابدين بن علي بالمناسبة خطابا اكد فيه ان احتفال تونس بالذكرى 21 للتحول يتزامن مع بداية مرحلة مليئة بالمحطات البارزة من اهمها احياء الذكرى الخمسين لصدور اول دستور للجمهورية التونسية واستعداد البلاد لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. واكد في هذا الصدد العزم الثابت على مواصلة التقدم بالحياة السياسية في تونس لمزيد ترسيخ الديمقراطية ودعم التعددية وتوسيع مجالات المشاركة وتعزيز دور المجتمع المدني مبينا ان الخيار الديمقراطي يعد من الثوابت التي اقام عليها سيادة الرئيس مشروعه الاصلاحي. واوضح ان التحول النوعي الذى حققته البلاد في جميع المجالات هو نتيجة لمسيرة تنموية شاملة متوازنة الابعاد اكسبت الاقتصاد الوطني مقومات الارتقاء الى مستوى الدول المتقدمة بجدارة واقتدار ملاحظا ان تونس توفقت بفضل منوالها التنموى الذى يراعي الخصوصيات الوطنية ويعتمد النجاعة والتلازم بين البعدين الاقتصادى والاجتماعي الى ضمان توازناتها الكبرى والى مجابهة التقلبات الخارجية. واضاف ان ما بلغته تونس اليوم من ازدهار وتقدم يؤكد سلامة الخيارات والسياسات التي اعتمدت بما يدعم الاصرار على كسب الرهانات ورفع التحديات وادراك الاهداف المرسومة للفترة القادمة. واعلن رئيس الدولة في هذا الاطار عن جملة من القرارت تتصل بالخصوص بمزيد تطوير الحياة السياسية وبالتشغيل والبنية التحتية والقطاع المالي والمصرفي فضلا عن قرارات تهدف الى دفع القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وتعزيز التصدير. كما شملت القرارات الاذن بالشروع في وضع استراتيجية لسياسة تونس الشبابية للفترة 2009/2014. واشار في جانب اخر من خطابه الى ان العناية بالشباب من اسس الرؤية الاصلاحية لرئيس الدولة ومن مقومات بناء مستقبل البلاد مؤكدا ان واجب اعداد الشباب ليعيش ايقاع العصر وتحولاته ينبغي ان يتكامل مع تعميق الحس الوطني في صفوفه واذكاء روح الانتماء والاحساس بالمسؤولية لديه ازاء تونس اولا واعتبار التفاني في خدمتها واجبا مقدسا واولوية مطلقة لديه. وقد تميز هذا الاجتماع بتلاوة نص ميثاق الشباب التونسي امام الرئيس زين العابدين بن علي من قبل شاب وشابة قبل ان يفسح المجال لمجموعة من الشباب يمثلون الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والشباب المبدع والشباب التونسي بالخارج لامضاء هذه الوثيقة الهامة التي توجت سنة للحوار مع الشباب تم تنظيمها سنة 2008 تجسيما لقرار رئيس الدولة. ويعد هذا الميثاق الاول من نوعه في تونس بما يبرز المكانة التي يحظى بها الشباب لدى سيادة الرئيس والاهمية التي يوليها له باعتباره عماد التغيير وعنفوانه المتجدد وبه تبني تونس المستقبل.