بعد جولة عربية وأفريقية، يعود الى تونس العرض المسرحي«المهرج» للتونسي حافظ خليفة ليقدم عروضاً ويشارك في مهرجانات محلية. يحاول العرض جذب الجمهور الى حلبة المسرح ودعوته الى العيش فترة زمنية مليئة بالمغامرات التي تعتمد أساساً على مقالب مدروسة وتعتمد على مدى رد فعل المشاركين في الأداء. ثم يساعد الجمهور المهرج في نفخ بالونات وتصميم أشكال مختلفة لإضحاك الحضور. وفي نهاية العرض يعود المهرج الى وحدته حزيناً مداعباً أنفه الأحمر، مستعداً إلى رحلة أخرى ومكان آخر وجمهور جديد. يقول خليفة أن هذا النوع من العروض يتطلب جهداً مضاعفاً، وأداء مسرحياً قريباً إلى التنشيط وإعطاء المسرح شحنة من الحركة والتفاعل. وعن تقنية العرض يقول الممثل التونسي أنّ فنّ التهريج فن عريق قائم بذاته في تجليات حركاته وفي طريقة كتابة النصوص المسرحية له، خصوصاً أنه يعتمد نمطاً تصاعدياً بين مشهد وآخر، من دون اتباع عقدة درامية متسلسلة. وربما هذا الأسلوب، يرجع إلى خاصيّة فن التهريج الذي ولد في السيرك، من ثم انتقل إلى الساحات العامة. ويضيف: «بإمكان المهرج تجاوز المكان والزمان وتحريك أو مشاكسة ذلك الطفل الحالم فينا نحن الكهول مع مماهاته للأطفال واللعب معهم». أما النظرة الإخراجية للعرض فيختصرها خليفة في أنّ « ما يعيشه عالمنا الآن من صدام وتناقضات، يحتم علينا أن نحاول زرع الفرح والأمل من خلال شخصيات مسرحية منها المهرج، اذ أنه قادرعلى تجاوز كل العراقيل والكوارث والسخرية منها على رغم آلامه ووحدته». «المهرج» عمل مسرحي لا يحمل لغة مفهومة أو محددة بل هو ابن العالم ولغته، كما ليس له هوية، ويعتمد أساساً على الحركة كلغة وعلى رد فعل الجمهور، ومدى قدرة العرض على مشاكسة الحضور أطفالاً كانوا أو كهولاً. ويحتل فن تشكيل البالونات جزءاً مهماً من العرض ومن عمل «المهرج» نظراً لما يوفره من عالم سحري وشيق للمشاهد. ويؤكد خليفة أنّنا: «في حاجة إلى المهرج لمساعدتنا على رؤية أنفسنا والسخرية منها كأسلوب نبيل للتصعيد والتطهير واللعب على حبل خيالنا وابتسامة الطفل فينا». لا يمكن تصنيف هذا العمل للأطفال فقط، بل هو أيضاً لجمهور الكهول الذي هم في حاجة ملحة إلى مثل هذه الشخصية الفريدة على حد قول صاحبها. العمل من إنتاج شركة «فن الضفتين» للإنتاج و التوزيع الفني، وهو فكرة من إخراج وتمثيل حافظ خليفة. يذكر أنّ خليفة سيقدم مسرحية «حس القطا» عمله الجديد في دار الثقافة في الجنوب التونسي آخر الشهر الجاري، كما يقدّم عروضاً للعرائس الجوّالة في عدد من المحافظات التونسية، ويُعدّ لمسرحية «الخادمات» في قراءة جديدة بعد أن قدمها في نسخة إيطالية مع ممثلات إيطاليات.