قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن الحكومة الإسرائيلية ستصادق على إصدار أوامر لاستدعاء قوات الاحتياط، على ضوء احتمال توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة وشن اجتياح بري. وأطلقت اسرائيل اسم "الرصاص المصبوب" على عملية غير المسبوقة من حيث عنفها منذ احتلال الاراضي الفلسطينية عام 1967، تهدف الى وقف عمليات اطلاق الصواريخ على بلداتها الجنوبية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأحد إن "الحكومة ستصادق على إصدار آلاف الأوامر لاستدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على ضوء احتمال اتساع العملية العسكرية في قطاع غزة". وأضاف أن تجنيد قوات احتياط هدفها تعزيز العملية البرية في حال تقرر شنها. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قوله إن "الشعب (في إسرائيل) موحد بسبب عدالة هذه العملية العسكرية، فهذه عملية عسكرية عادلة ولا بديل آخر لها". واعتبر بيريز "أنني لا أذكر في كل تاريخ إسرائيل حربا تفتقر لجدوى ومنطق مثل هذه الحرب التي بدأتها حماس، فهذه حرب جنون شنها أناس يفتقرون لترجيح الرأي وليسوا مستعدين للتوضيح سبب إطلاقهم الصواريخ وعلى ماذا هم يحاربون". وقال زعماء إسرائيليون إن الهجمات هي رد على الهجمات الصاروخية شبه اليومية من قبل نشطاء غزة والتي اشتدت بعد ان انهت حماس تهدئة استمرت ستة اشهر قبل اسبوع. وصرح اوفيد يحيزكيل وزير شؤون مجلس الوزراء الإسرائيلي لراديو إسرائيل "لا نفكر في انهاء القتال في الوقت الحالي... لدينا الوقت والصبر والوسائل... لاعادة الحياة في جنوب اسرائيل لطبيعتها". وفي جو صحو دمرت غارة جوية إسرائيلية مقر تلفزيون الاقصى التابع لحماس الذي واصل البث من مكان غير معلوم. كما هاجمت طائرات اسرائيلية وحدة لتدريب نشطاء حماس. وواصل نشطاء فلسطينيون اطلاق الصواريخ عبر الحدود وذكرت الشرطة ان احدها سقط في ارض فضاء على بعد نحو 30 كيلومترا داخل جنوب إسرائيل. ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا. وحشدت إسرائيل عشرات من العربات المدرعة على طول حدود قطاع غزة من اجل توغل بري محتمل. وقال معلقون عسكريون اسرائيليون انه لا يبدو ان الهجوم الاسرائيلي يهدف لاعادة الاستيلاء على غزة او تدمير حكومة حماس المقالة في غزة وهي اهداف طموحة قد يثبت صعوبة انجازها وتنطوي على مخاطرة سياسية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في اسرائيل في العاشر من فبراير/شباط. وأضافوا أن إسرائيل عقب القصف الجوي السبت تريد تعزيز قوة الردع واجبار حماس على قبول تهدئة جديدة تؤدي لوقف طويل الامد للهجمات الصاروخية عبر الحدود. وقالت اسرائيل ان طائراتها الحربية شنت نحو 100 هجوم أمس السبت وان نشطاء فلسطينيين اطلقوا نحو 70 صاروخا على اسرائيل مما ادى إلى مقتل اسرائيلي واحد. وصرح مسؤولون بالقطاع الطبي الفلسطيني بأن 271 فلسطينيا قتلوا خلال أربع وعشرين ساعة من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. وان اكثر من 700 اصيبوا في هجمات أمس. وذكر باراك في بيان تلفزيوني "هناك وقت للهدوء ووقت للقتال وحان الان وقت القتال". وفي استعراض للوحدة الوطنية علقت كبرى الاحزاب الاسرائيلية حملتها الانتخابية استعدادا للانتخابات التي تشير استطلاعات للرأي لفوز حزب ليكود اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو بها. ودعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية وزعيمة حزب كديما تسيبي ليفني إلى دعم دولي ضد "منظمة اسلامية متطرفة... تدعمها ايران". وقالت جماعات اغاثة انها تخشى من امكان ان تؤدي العملية الاسرائيلية إلى ازمة إنسانية في القطاع الساحلي الفقير الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني يعتمد نصفهم على المعونات الغذائية. وذكرت مستشفيات غزة ان الامدادات الطبية بدأت تنفد بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ فترة طويلة. وتصاعد دخان أسود فوق مدينة غزة السبت بعد ان قصفت اسرائيل اكثر من 40 مجمعا امنيا. وتكدست جثث افراد الشرطة وتلوى المصابون من الالم خلال حفل تخرج لمجندين جدد كانت حماس تقيمه أمس. وعدد القتلى الذين سقطوا السبت هو الاعلى خلال يوم واحد في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني منذ قيام اسرائيل عام 1948 . وقدرت حماس ان 180 على الاقل من افراد قوات امنها قتلوا إلى جانب 15 امرأة على الاقل وبعض الاطفال. وكانت حماس فازت في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 ولكن نبذتها الدول الغربية بسبب رفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل. واعلن الجيش الاسرائيلي ظهر الاحد انه ضرب حوالى 230 هدفا تابعا لحركة حماس خلال الساعات ال24 الاخيرة في اطار حملة القصف الجوي المركز الذي يشنه في قطاع غزة. وقالت متحدثة عسكرية "تم ضرب حوالى 230 هدفا. انها بنى تحتية لحماس مثل مبان ومخازن اسلحة ومناطق اطلاق صواريخ".