دفعت اسرائيل بجنود الاحتياط في المعارك في قطاع غزة يوم الاحد وقتل ما لا يقل عن 31 فلسطينيا في اليوم السادس عشر لحملتها المدمرة التي قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت انها اقتربت من تحقيق أهدافها. واحجمت اسرائيل حتى الان عن استخدام جنود الاحتياط في المعركة ريثما يبحث زعماؤها مسألة القيام بهجوم واسع النطاق على المدن والبلدات في غزة سعيا للقضاء على قدرة حركة حماس على اطلاق صواريخ على اسرائيل. وقال المتحدث العسكري افي بناياهو للقناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي "بدأنا اشراك قوات الاحتياط في العمليات في قطاع غزة" مضيفا "نحن لا نتصرف من منطلق شعور بالذعر وانما بحذر." ولم توضح الطريقة التي صاغ بها تصريحاته ما اذا كانت الاوامر قد صدرت للقوات الاسرائيلية باجتياح المناطق المأهولة وهو أمر ينطوي على المخاطرة بوقوع خسائر أكبر في صفوف الجيش الاسرائيلي وخسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الاسود فوق مدينة غزة مع تصاعد القتال في تحد لمطالبة مجلس الامن الدولي بوقف اطلاق النار. وقال مسؤولون طبيون ان نحو نصف القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا يوم الاحد مدنيون. وقال أولمرت في اجتماع لمجلس الوزراء بالقدس "تقترب اسرائيل من تحقيق الاهداف التي حددتها لنفسها". وأضاف "لكن الامر ما زال يحتاج لصبر وعزيمة وجهد لتحقيق تلك الاهداف على نحو يغير الوضع الامني في الجنوب" مشيرا الى البلدات الاسرائيلية التي تعطلت فيها مظاهر الحياة الى حد بعيد بسبب الهجمات الصاروخية. وفي مرتفعات الجولان السورية المحتلة التي يسودها الهدوء عادة قال متحدث عسكري اسرائيلي ان أعيرة نارية أطلقت من سوريا على مهندسين من الجيش الاسرائيلي كانوا يعملون في سياج عند الخط الفاصل لكن لم يصب أحد ولم يعرف على الفور من المسؤول عن ذلك. ودخلت القوات والدبابات الاسرائيلية الاجزاء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة تدعمها طائرات الهليكوبتر وواجهت نشطاء حماس الذين تصدوا لها بالصواريخ المضادة للدروع وقذائف المورتر. وعلى مشارف المدينة تفحص محمود أبو حصيرة أنقاض منزله في منطقة شهدت قبل ساعات اشتباكات بين الدبابات وقوات المشاة الاسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين. وتساءل "أين سننام نحن وأطفالنا.. في الشارع.. ما عاد عندنا أغطية ولا مواقد ولا طعام ولا ماء. كل شيء دمر." وقال مسؤولون طبيون في غزة ان 890 فلسطينيا كثير منهم مدنيون قتلوا منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر كانول الاول. وأصيب زهاء 3600 فلسطيني بجروح. وتقول اسرائيل ان عدد القتلى الاسرائيليين بلغ 13 هم ثلاثة مدنيين لاقوا حتفهم بسبب الصواريخ وعشرة جنود. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان الحركة لن تنظر في أمر التهدئة الا بعد ان تنهي اسرائيل هجومها الجوي والبحري والجوي وترفع الحصار عن قطاع غزة. وأجرى وفد من حماس محادثات في القاهرة بشأن خطة مصرية للهدنة. ووصفت اسرائيل قرار وقف اطلاق النار الذي اصدره مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي بأنه غير قابل للتنفيذ. وهي تريد وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود وترتيبات لضمان ألا تتمكن حماس من اعادة تسليح نفسها من خلال انفاق التهريب تحت الحدود مع مصر. وقال مسؤولون غربيون واسرائيليون ان دبلوماسيين يجرون مناقشات بشأن نظام مراقبة واسع النطاق يحظى بدعم دولي لمساعدة مصر على وقف تهريب الاسلحة وضبط شحنات الصواريخ. وقال مسؤولون اسرائيليون ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور اسرائيل أبلغ نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني استعداد بلاده لمساعدة مصر في مكافحة التهريب برا وبحرا. وذكر دبلوماسيون ألمان أن برلين عرضت تقديم التدريب والمعدات للمصريين. وتعتقد اسرائيل أن بعضا على الاقل من صواريخ حماس وصلت الى مصر بطريق البحر ثم نقلت برا عبر شبه جزيرة سيناء قبل تهريبها الى غزة من خلال أنفاق. وقال مسعفون ان القوات الاسرائيلية قتلت 17 مدنيا منهم أربعة من أسرة واحدة وعشرة نشطاء في أحدث اشتباكات. وقتل ثلاثة نشطاء اخرين وأحد أفراد قوة الشرطة التابعة لحماس في غارات جوية اسرائيلية. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي "نحن مستمرون في مجابهة واقع يخلو من أي منطق يتمثل في انفاق ملغومة ومدارس ملغومة" مضيفا "في منطقة واحدة تضم 150 منزلا جرى تلغيم أكثر من 30 منها. تلغم حماس كل منزل يغادره سكانه." وقالت الشرطة الاسرائيلية ان حماس أطلقت 17 صاروخا على اسرائيل مما أدى الى اصابة شخصين في مدينة بئر السبع على بعد 42 كيلومترا من الحدود. وعلى الحدود بين غزة ومصر قصفت الطائرات الاسرائيلية مواقع يشتبه في أن بها أنفاقا. وقال شهود عيان ان الطائرات الاسرائيلية كانت تطير فوق الاراضي المصرية خلال طلعات القصف. وامتنع متحدث عسكري اسرائيلي عن الادلاء بأي تصريحات بهذا الشأن. وقال المتحدث ان اسرائيل قدمت شكوى الى قوة مراقبة تابعة للامم المتحدة بشان اطلاق النار في مرتفعات الجولان وان القوة أبلغتها بأن المسلح الذي أطلق النار اعتقل. واستولت اسرائيل على مرتفعات الجولان من سوريا في حرب 1967 وضمت المنطقة في وقت لاحق في اجراء لم يلق اعترافا دوليا. وفي واشنطن قال الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما في تصريحات مذاعة انه سيبدأ السعي لاقرار السلام في الشرق الاوسط فور توليه مهام منصبه مضيفا أن صراع غزة شدد عزمه على المشاركة في مساعي السلام مبكرا. (شارك في التغطيةادم انتوس وجيفري هيلر وألين فيشر ايلان في القدس) من نضال المغربي