برر البيت الابيض الاربعاء رفض اسرائيل الدعوات الى التهدئة في قطاع غزة عبر اعلانه ان ثمة "تطابقا في وجهات النظر" بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حول هذا الموضوع. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ان على حماس القيام ب"الخطوة الاولى" عبر وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل موضحا ان الدبلوماسية الحالية لادارة بوش تهدف الى الضغط على الحركة لتلبية هذا الطلب. واضاف المتحدث امام الصحافيين في كروفورد (تكساس جنوب) حيث يمضي الرئيس الاميركي اعياد نهاية العام ملتزما الصمت حيال الهجوم الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ خمسة ايام ان بوش اتصل صباح الاربعاء باولمرت لبحث الوضع في الاراضي الفلسطينية وسبل وقف الاعمال الحربية. وتابع ان احد اهداف الاتصال كان مناقشة الوضع الانساني وتداعيات الضربات الاسرائيلية. واوضح المتحدث ان بوش تلقى من اولمرت ضمانات ان اسرائيل "تتخذ التدابير الملائمة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين" وان حملتها العسكرية لا تستهدف سوى حماس وحلفائها. ولم يتطرق جوندرو الى تفاصيل المحادثة الهاتفية. ولم يحدد ما اذا كان الجانبان بحثا امكان انتقال اسرائيل الى عملية برية. ولكن بدا انه يوافق ضمنا على هذا الامر عبر قوله ان هجوما بريا يشكل "جزءا لا يتجزأ" من العملية الشاملة ضد حماس. وفي موضوع شروط وقف اطلاق النار قال جوندرو "اعتقد ان ثمة تطابقا اكيدا في وجهات النظر بينهما حول هذا الموضوع" وذلك بعد رفض الحكومة الاسرائيلية الدعوات الى قيام تهدئة. ونقل المتحدث عن بوش انه "يرى ان على حماس ان توقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل وان هذا الامر سيكون اول خطوة يجب القيام بها في وقف لاطلاق النار". واضاف ان المطلوب من حماس ليس الاحجام عن اطلاق صواريخ على اسرائيل مستقبلا فحسب بل وقف تهريب السلاح الى قطاع غزة. واكد جوندرو ان "على حماس التحرك". وحيال خطورة الازمة وتدهور الوضع الانساني دعت اللجنة الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) التي تعمل على تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والاتحاد الاوروبي الى وقف فوري لاطلاق النار. ولكن بعدما ناقشت امكان اعلان تهدئة اكدت الحكومة الاسرائيلية تصميمها على مواصلة الهجوم وعلى وقف اطلاق صواريخ حماس على اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة. وتواصل اطلاق الصواريخ على اسرائيل منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الذي اسفر عن مقتل نحو 400 فلسطيني. وكرر جوندرو ان الولاياتالمتحدة تريد وقفا "دائما" لاطلاق النار بخلاف الهدنة التي انتهت مدتها في 19 كانون الاول/ديسمبر. ولاحظ ان مواقف الادارة الاميركية تتطابق تماما مع ما اعلنته الرباعية الدولية مشددا على ان الاخيرة دعت الى وقف "فوري" لاطلاق النار على ان يتم "التزامه تماما". واوضح المتحدث ان هدف التحرك الدبلوماسي لبوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس "هو العمل مع دول اخرى للضغط على حماس لافهامها ان وقفا دائما لاطلاق النار يتم التزامه هو الافضل بالنسبة الى سكان غزة". وفي هذا السياق واصلت رايس الاربعاء مع نظيرها الاردني صلاح بشير مشاوراتها المكثفة مع زملائها ومسؤولين غربيين كبار بحسب ما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية غوردن دوغويد. واكد المتحدث ان "الجهد يتواصل لبلوغ وقف لاطلاق النار" رغم رفض اسرائيل هذا الامر معتبرا ان الحديث عن احباط محتمل "يفتقر الى الصدقية".