انتقدت تونس في شدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن ممارستها «انتهاكات لحقوق الإنسان»، فيما تستعد لاستقبال رئيس حكومته فرانسوا فيون. وأصدرت وزارة الخارجية التونسية بياناً أمس اتهم الوزير ب «ترديد عبارات مهترئة وممجوجة». ووصف البيان التصريحات التي أدلى بها كوشنير لمجلة «جون أفريك» الصادرة في باريس بأنها «فاقدة لأي صدقية». وقال إن حديث كوشنير عن صحافيين يتعرضون لمضايقات وآخرين مسجونين في تونس «يتطلب شيئاً من التروي والتثبت من صحة مثل هذه الافتراءات حتى لا نخطئ المكان والزمان، لأنه يصعب على السيد كوشنير أن يذكر حالة واحدة لصحافي مسجون منذ أكثر من عشرين سنة». وجاء «الاشتباك» مع كوشنير قبيل زيارة رسمية من المقرر أن يؤديها رئيس الحكومة فيون لتونس الشهر المقبل رداً على زيارة مماثلة لنظيره محمد الغنوشي إلى باريس العام الماضي. وكانت العلاقات التونسية - الفرنسية تأزمت أيام الحكومات الاشتراكية التي انتمى إليها كوشنير في تسعينات القرن الماضي بسبب تجاذبات في شأن ملف حقوق الإنسان. وأشار البيان التونسي إلى تلك الحقبة في شكل غير مباشر، قائلاً: «يمكننا تفهم حنينه إلى الخطب الملتهبة عن حقوق الإنسان، كما يمكننا تفهم الأزمة الوجودية التي يعيشها من حين إلى آخر، إلا أن ذلك لا ينفي أن للحقيقة قداسة يجب احترامها». اللافت أن كوشنير لم يزر تونس منذ توليه وزارة الخارجية العام الماضي رغم كثافة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين في البلدين، كما أنه لم يُرافق الرئيس ساركوزي خلال زيارتين لتونس العام الماضي. وقال البيان التونسي أمس: «إذا كانت للسيد كوشنير دوافع شخصية لاستغلال الساحة الإعلامية للتغطية على بعض الصعوبات، فليس من حقه مطلقاً أن يقوم بذلك على حساب واجب التحفظ الملزم به بحكم منصبه».