تونس (وات) ردا على سؤال حول تصريحات للسيد برنار كوشنار وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لمجلة "جون افريك" في عددها للفترة من 22 الى 28 مارس الجاري أدلى مصدر بوزارة الشؤون الخارجية بتصريح جاء فيه: أن يريد السيد برنار كوشنار الاقناع بأنه يولي دوما الاهتمام لحقوق الانسان فهذا أمر يعنيه وحده ولكن أن يعبر عن موقفه تجاه حقوق الانسان في تونس مكتفيا بترديد عبارات مهترئة وممجوجة فهذا ليس من حقه بحكم مسؤولياته الحالية. ان تصريحات السيد كوشنار الى "جون افريك" هي للاسف فاقدة لكل مصداقية. فحديث مسؤول في حكومة الجمهورية الفرنسية عن صحافيين "مهرسلين" وآخرين مسجونين في تونس يتطلب شيئا من التروي والتثبت في صحة مثل هذه الافتراءات حتى لا نخطىء المكان والزمان لانه يصعب على السيد كوشنار أن يذكر حالة واحدة لصحفي مسجون وذلك منذ اكثر من عشرين سنة. تلك هي الوقائع وتلك هي الحقيقة. فاذا كانت للسيد كوشنار دواع شخصية لاستغلال الساحة الاعلامية للتغطية على بعض "الصعوبات" فليس من حقه مطلقا في أن يقوم بذلك على حساب واجب التحفظ الملزم به بحكم وظيفته والذي أشار اليه بنفسه في تصريحه هذا. وفي الواقع فان هذه ليست المرة الاولى التي يناقض فيها السيد كوشنار نفسه. ويمكننا تفهم حنينه الى الخطب الملتهبة حول حقوق الانسان كما يمكننا تفهم الازمة الوجودية التي يعيشها من حين الى اخر الا أن ذلك لا ينفي أن للحقيقة قداسة يجب احترامها.. حقيقة ما يجري في بلدان لا تبعد جوا سوى ساعة عن السواحل الفرنسية. ان ذلك من أوكد واجبات مسؤول عن الديبلوماسية هذا اذا كان يوليها حدا أدنى من الاحترام.