تدفق آلاف اليهود بينهم حوالى 600 اسرائيلي الاثنين الى جزيرة جربة في جنوبتونس للقيام بزيارتهم السنوية لكنيس الغريبة وسط اجراءات امنية. ونشرت قوات امنية كبيرة في المكان بينما كان الزوار القادمون من فرنسا واسرائيل وايطاليا يمارسون شعائر الديانة اليهودية في اقدم كنيس في افريقيا. وقال رينيه طرابلسي المنظم الرئيسي لرحلة الحج هذه السنوية من فرنسا ان "الاسرائيليين اقل عددا هذه السنة من السنة الماضية لكنني فوجئت بوجود هذا العدد الكبير من الزوار". وكان الف اسرائيلي زاروا العام الماضي جربة "مقابل 500 او 600" هذه السنة في اكبر تجمع يهودي يرتدي اهمية خاصة هذه السنة بعد الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة. وقال طرابلسي الذي يتحدر من جربة "حتى اذا لم يكن هناك تهديد محدد، الشرطة موجودة بكثافة وهذا مطمئن". واضاف ان "التوتر (في الشرق الاوسط) يؤدي بالتأكيد الى فتور" الحماس للزيارة. وتابع ان التراجع في عدد الزوار "ليس ناجما عن مشاكل امنية بقدر ما هو ناجم عن مشاكل الازمة" الاقتصادية، معبرا عن سعادته "باستمرار الشعائر اليهودية على ارض التسامح هذه". واكد ان تونس "تحرص على حرية المعتقد والسلطات لا تكتفي بالسماح بهذه الزيارة بل تدعمنا ماليا وعلى الصعيد اللوجستي". من جهته، قال بيريز طرابلسي والد رينيه ورئيس الجالية اليهودية في جربة ان "اليهود والمسلمين يعيشون بسلام على هذه الارض وليس لدينا اي خوف على امن مدعوينا". وعلى غرار معظم الزوار الذين قدموا من اسرائيل، عبر عن امله في تنظيم رحلات مباشرة بين اسرائيل وتونس وهي فكرة طرحت لفترة قصيرة لكنها الغيت بسبب توقف عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. اما بولين وبرنار سيتمبون وهما في السبعين فقد قدما من باريس وقاما باضاءة شموع لاحفادهما ال12 الذين يعيش معظمهم في اسرائيل. وقالا "صلينا من اجل الصحة والسلام قبل كل شيء". وقال برنار انه صلى "خصوصا من اجل السلام من الجانبين"، معبرا عن "استيائه" من تصاعد العنف بين اسرائيل والفلسطينيين. واضاف "هناك رب واحد وكثير من الاغبياء من الجانبين". من جهتها، قالت ايريس كوهين (42 عاما) التي تنظم رحلات من نتانيا في اسرائيل ان "وجود اسرائيليين وضمان امن الحجاج مؤشرات الى ثقة في المستقبل". وقالت هذه السيدة التي ترافق 250 اسرائيليا الى جربة ان "الناس يتحفظون بسبب التظاهرات لكننا بذلنا اقصى جهودنا في الاشهر الاخيرة وكانت النتيجة نجاحا باهرا". ورحب وزير السياحة التونسي خليل العجيمي بالزوار. وكان الكنيس تعرض في 11 نيسان/ابريل 2002 لهجوم تبناه تنظيم القاعدة واسفر عن سقوط 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا وفرنسيان وخمسة تونسيين. وقال بيريز طرابلسي ان "الصفحة طويت والناس نسوا وسيتزايد عددهم"، معبرا عن سروره بحضور حوالى خمسين من ابناء دينه من المغرب للمرة الاولى.