يتلقى الرئيس الامريكي باراك اوباما المشورة من اليسار واليمين بشأن كيفية الرد على انتخابات الرئاسة في ايران حيث دعاه البعض الى اتخاذ موقف اكثر صرامة بينما حثه البعض الاخر على التخفيف من لهجته. وفي كلتا الحالتين فان المفتاح لادارة اوباما فيما يبدو هو ( فكر قبل أن تتكلم لان الكلمات تحدث فرقا). وانزعج بعض خبراء الشؤون الايرانية هذا الاسبوع حين قال اوباما انه لا يوجد اختلاف يذكر بين الرئيس محمود احمدي نجاد الذي أعلن فوزه بالانتخابات ومنافسه رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي الذي يشكك في النتيجة. وتريد ادارة اوباما ابراز دور الاحتجاجات التي شاركت فيها أعداد كبيرة في شوارع طهران منذ انتخابات يوم الجمعة. لكنها تواجه معضلة وهي كيف تفعل ذلك دون أن يوصموا بأنهم موالون للولايات المتحدة وهو ما سيقضي على شرعيتهم. ويقول تريتا بارسي من المجلس القومي الامريكي الايراني المعني بالدفاع عن الامريكيين من أصول ايرانية "مسألة الاستقلالية مهمة للغاية...المحتجون بحاجة الى كسب أشخاص من داخل النظام الى صفهم." واتهمت ايرانواشنطن بأنها تصدر تصريحات تنطوي على "تدخل" واستدعت يوم الاربعاء سفير سويسرا في طهران لتقديم شكوى. وتمثل سويسرا المصالح الامريكية في ايران. فالعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين بعد وقت قصير من قيام الثورة الاسلامية عام 1979 . وفي حين تشتكي ايران من اتباع الولاياتالمتحدة نهجا متشددا ضدها يتهم بعض الجمهوريين البارزين بالولاياتالمتحدة الرئيس الديمقراطي بأنه ليس صارما بما فيه الكفاية. ووصف ايريك كانتور ثاني أبرز عضو جمهوري بمجلس النواب موقف الادارة بأنه "غير منطقي" بعد أن تحدث اوباما بحذر عن "الجدل الحيوي" في ايران. وقال كانتور "الناس يعاملون بوحشية ويقتلون من قبل النظام في طهران. ليست لدينا فكرة محددة عن عدد الذين قتلوا او أصيبوا بجروح بالغة لان النظام فرض قيودا على الصحفيين. هذه التصرفات لا تمثل (جدلا حيويا) بأي حال من الاحوال." ولدى سؤاله عن الدعوة لان يتحدث اوباما بمزيد من الشدة قال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض "أظن ان الرئيس يعتقد أنه دق على الوتر الصحيح مثل ما فعل اخرون في الادارة." ورفض السناتور جون كيري العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ ورئيس لجنة العلاقات الخارجية ما وصفه بنصيحة المحافظين الجدد الذين يريدون تدخل الولاياتالمتحدة في انتخابات ايران بشكل مباشر. وكتب كيري في مقال للرأي بصحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس " اذا كنا نريد فعلا تمكين الشعب الايراني فعلينا ان ندرك كيف يمكن التلاعب بكلماتنا واستخدامها ضدنا لتقوية مؤسسة رجال الدين وتشتيت انتباه الايرانيين بعيدا عن الاقتصاد المتداعي وحشد الجماهير التي تتميز بنزعة استقلالية شديدة ضد التدخل الخارجي." وأضاف "العودة الى الانتقاد اللاذع الان لن تؤدي الا للقضاء على هذا التقدم وتمكين المتشددين في ايران الذين يريدون افشال المفاوضات وقطع الطريق على الذين هبوا لتحسين العلاقات." وتتطلع ادارة اوباما الى اجراء محادثات في المستقبل مع حكومة ايران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه ستار لتصنيع قنبلة نووية وتقول طهران انه لاغراض سلمية لتوليد الطاقة. ومن شأن تصعيد الخطاب المناهض لطهران تنفير الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي بدرجة اكبر وهو صاحب القرار الحقيقي في أي محادثات مستقبلية. وأكد اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مرارا منذ انتخابات الرئاسة الايرانية يوم 12 يونيو حزيران أن هدف الولاياتالمتحدة هو الدخول في دبلوماسية مباشرة وحازمة مع ايران وأن التكتيك يجب ان يكون الانتظار حتى تتكشف ماذا ستكون نتيجة الانتخابات. وتقول سوزان مالوني خبيرة الشؤون الايرانية انه كان على الولاياتالمتحدة الا تقوم بأي شيء يعتبر تأييدا لموسوي الذي يدعو الى تحسين العلاقات مع الغرب لان هذا قد يصمه بين أنصاره وداخل المؤسسة الايرانية. وأضافت مالوني التي تعمل بمركز سابان بمعهد بروكينجز "من شبه المؤكد أن اي محاولة قد يقوم بها لاقتناص بعض التنازلات من خامنئي او مجلس صيانة الدستور ستنسف." وتابعت "يجب ان نكون حذرين. انا متفهمة لماذا يريد الكثير من الامريكيين من اصول ايرانية ردا اكثر قوة لكن هذا يمكن أن يضر اكثر مما يفيد." وتدرك الادارة الجديدة في البيت الابيض الاخطاء التي ارتكبتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش حين أغدقت المال على جماعات ايرانية غير حكومية استهدفتها سلطات ايران فيما بعد. والتمست المشورة في الايام الاخيرة من جماعات ايرانية امريكية وخبراء اخرين بشأن كيفية التعامل مع الموقف. وقالت مالوني "الادارة تلتفت الى الكثير من الدوائر." من سو بليمينج Fri Jun 19, 2009 11:09am GMT