تواجه ادارة اوباما معضلة بشأن كيفية الرد على انتخابات ايران المتنازع عليها. فمن الممكن أن يأتي الانتقاد الشديد بنتيجة عكسية لكن رد الفعل الحذر يعطي انطباعا بالضعف. وحتى الان اتسم رد فعل الرئيس الامريكي باراك اوباما ومسؤولين امريكيين بارزين اخرين بالحذر على الانتخابات المتنازع عليها والتي أثارت احتجاجات عنيفة بعد اعلان فوز الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد بفارق كبير على رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي. وقال عدة محللين يوم الاثنين ان البيت الابيض في موقف صعب لكن الخيار الافضل هو الابتعاد بدلا من ضخ الاراء الامريكية في الجدل السياسي الايراني. كما تريد الولاياتالمتحدة أن تظل فرصة الحديث مع حكومة ايران بشأن برنامجها النووي متاحة. ويشتبه الغرب أن برنامج ايران النووي يهدف الى تصنيع قنبلة لكن طهران تقول انه يهدف الى توليد الكهرباء. وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "قدرة الولاياتالمتحدة على أن تضر السياسة الايرانية اكبر كثيرا من قدرتها على أن تفيدها." وصرح اوباما للصحفيين يوم الاثنين بأنه يساوره "قلق عميق" من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات لكنه أوضح أن واشنطن لا تريد أن تصبح "قضية انتخابية متاحة" في النزاع على الانتخابات. وقال "اتخاذ القرارات بشأن من سيكونون زعماء ايران يرجع للايرانيين. نحترم السيادة الايرانية ونريد تجنب أن تصبح الولاياتالمتحدة هي القضية داخل ايران" مضيفا أنه يريد مواصلة السعي الى اجراء حوار "حازم ومباشر" مع طهران. لكن في الداخل يرزح اوباما تحت ضغط من المحافظين الذين يريدون ردا اكثر قوة والمتشككين في سياسة الانخراط. ووصف جون مكين عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ومنافس اوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية التي جرت العام الماضي انتخاب احمدي نجاد لولاية ثانية بأنه "فاسد" وحث الولاياتالمتحدة على "التحدث بصراحة وقوة." وانتقد النائب مايك بينس ثالث ابرز عضو من الحزب الجمهوري بمجلس النواب اوباما لانه لم يتحدث بقوة اكبر. وقال بينس "من الملائم لزعيم العالم الحر في هذا الوقت أن يوجه كلمة تشجيع لهؤلاء المعارضين في الشارع." لكن سوزان مالوني خبيرة الشؤون الايرانية بمعهد بروكينجز قالت ان أخذ صف المحتجين المؤيدين للديمقراطية علنا يمكن أن يضر بهم وأن يتعارض مع مصالح الولاياتالمتحدة. وقالت "الحل الوحيد هو الابتعاد حتى ينهوا المسألة... أعتقد أن التعبير عن القلق ملائم بشدة لكننا لا نريد أن توجه واشنطن انتقادات شديدة." وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ايان كيلي يوم الاثنين ان الولاياتالمتحدة ما زالت تقيم الوضع في ايران بعد الانتخابات لكنه أكد مجددا أن واشنطن ما زالت تريد البحث عن فرص للحديث مع طهران. لكن من المرجح أن تؤدي الاضطرابات التي تبعت الانتخابات الى تعقيد مساعي الانخراط التي أنهت عقودا من جهود الولاياتالمتحدة لعزل طهران. وقوت الانتخابات المتنازع عليها واعمال العنف التي تبعتها من عزيمة معارضي سياسة التواصل التي ينتهجها اوباما. وقالت دانييللا بليتكا المحللة بمعهد امريكان انتربرايز المحافظ انه يجب أن تكون الولاياتالمتحدة اكثر حذرا بشأن كيفية تعاملها مع ايران خاصة حين يتم التشكيك في شرعية حكومتها. وأضافت "نحتاج الى مزيد من الاثبات لحسن نواياهم. من المؤكد أن حكومة تريد غش شعبها ستكون اكثر رغبة في غش الولاياتالمتحدة." ويقول ايليوت ابرامز المسؤول السابق بادارة بوش انه في الوقت الحالي يجب أن تدعم الولاياتالمتحدة الشعب الايراني بدلا من محاولة التواصل مع حكومته. وأضاف ابرامز "على المدى الطويل اعتقد أننا نستقي درسا من رونالد ريجان الذي انخرط مع السوفييت وقال علنا انهم سينتهي بهم المطاف في مزبلة التاريخ" في اشارة الى الرئيس الامريكي الاسبق ريجان. من سو بليمنج Tue Jun 16, 2009 9:10am GMT