: قد يقول البعض ردا على المبادرة الشعبية والاعلامية للدفاع عن قناة الجزيرة بأن المستهدف من حملتنا هو قناة حنبعل التونسية..., غير أننا نؤكد على أن المبادرة لاتستهدف أحدا في جوهرها غير الحرص على قول كلمة حق بخصوص رائدة الاعلام العربي وواحدة من الشبكات الفضائية الطليعية عبر العالم .. اسمحوا لي أن أقول بعد كثير من الضيق الذي أبدته السلطات التونسية بفضائية الجزيرة , أن الحملة الموجهة ضد القناة لم تكن عفوية قط .., وحتى توقيت بث برنامج الرابعة في حلقته الموجهة ضد الجزيرة لم يكن عبثيا على الاطلاق ... كان سمو أمير دولة قطر قبل أيام في زيارة رسمية لتونس وقد التقى بالمناسبة رئيس الجمهورية التونسية... لاأعرف بالضبط مضمون حديث المسؤولين الأولين للدولتين الشقيقتين , غير أنني أجزم يقينا بأن ثمة طلبا تونسيا رسميا باخراس صوت القناة تجاه قضايا الحريات وحقوق الانسان والوضع السياسي العام ... ولعلني لن أكون مخترعا ولامكتشفا اذا ماقلت بأن هجوم قناة حنبعل على أبرز فضائية اخبارية عبر العالم كان بترتيب رسمي تونسي عالي المستوى , اذ أن توقيت البث والضيوف المدعوين من تونس ومصر يضع حنبعل أو القائمين على برنامجها المذكور انفا في موضع الشبهة والريبة .. أسماء : مجدي الدقاق وعبد الله كمال وأسامة سرايا من مصر , هي بعبارة أخرى واجهة اعلامية شبه رسمية للنظام المصري , فبعض هؤلاء ومنهم الدقاق شكل ولايزال ظاهرة مريبة لحكومات ليس لها ناطق رسمي ! , أو قل بأن لها ناطقا رسميا في قضايا لاتشكل محور حرج كبير في مواجهة المجتمع الدولي !... مشاركة كل من عبد الحميد الرياحي والصحبي صمارة من تونس لايمكن أن يكون هو الاخر أمرا اعتباطيا فهؤلاء هم جزء لايتجزأ من ماكينة احترفت تبني الخطاب الرسمي وأوجه التشاكل والتماثل فيه من أجل استدرار عطاء أو دعم تطرح عليه الكثير من علامات الاستفهام ... نحن حينئذ أمام طبخة مرتبة , والواقفون وراءها هم أيضا من الذين تعود بعضهم على تمثيل الموقف الرسمي التونسي المحرج على شاشة الجزيرة...! انسحب هؤلاء الى الخلف حتى يستمر ظهورهم على الجزيرة وأعدوا طبخة يقوم عليها جهاز يحترف تبييض سمعة تونس الخارجية ... أكون سعيدا لو كانت قناة حنبعل تتصدى لقضايا الحريات وحقوق الانسان ومايتعرض له الأحرار في سجونهم ومنافيهم داخل وخارج تونس , ومن ثمة سأسعد لتناولها الجريء لشأن الجزيرة بعد تمثيل من يمثلها بشكل رسمي أو شبه رسمي ... لكن حنبعل تتحدث في القضايا الفنية والرياضية والاجتماعية بجرأة عالية , ثم تصمت حين يقف حمار الشيخ عند العتبة !!! , أي تصاب بالرعاش الشللي حين تتعاطى مع الشأن السياسي التونسي أو لنقل الشلل التام .., اللهم مباركة فضائل أولياء الأمر والتمجيد والدعاء لهم كما تفعل كل الجوقة الاعلامية الرسمية وحتى الخاصة ! يؤسفني كثيرا أن تنضم صحف تونسية الى جوقة حنبعل ومنها صحيفة الشروق ووو..., اذ اصبح سب الجزيرة والنهش من شرفها الرفيع وسيلة لاستدرار المنصب والعطاء ..فقبح الله العطاء والمنصب حين يكونان بشرف الشرفاء .. من حقنا جميعا أن نتعاطى السياسة ولكن ايضا مع ضرورة الانتباه الى أن الاصلاح الداخلي على صعيد حقوق الانسان والوضع السياسي والشأن الاعلامي هو مقدمة موضوعية لمن أراد ان ينتقد الجزيرة حسدا أو غيرة .. لو كان البيت التونسي قويا ومتينا في واجهته السياسية والحقوقية لما استطاعت الجزيرة ان تتعاطى معه بتلك القوة أو بذاك السوء الذي تبرز به تونس في أعين المشاهدين مع كل نشرة مغاربية ... ومادام البيت التونسي هشا وزجاجيا , فانه لايجوز لنا أن نحاسب الجزيرة على ثكنة العيديد ولا الوجود الأمريكي , فهذان الموضوعان على أهميتهما لم تصنعهما الجزيرة كوسيلة اعلام ... الجزيرة على العكس من افتراءات اتهامها بالترويج للشرق الأوسط الكبير , اعتقل مراسلها سامي الحاج على عهد صاحب هذا المشروع أي جورج دبليو بوش الثاني , كما قتل مراسلها طارق أيوب - رحمه الله- عند استهداف مقرها في بغداد ...دون أن ننسى سلسلة من محاكمات بعض مراسليها أو اعتقالهم من انظمة قريبة وحليفة لصاحب هذا المشروع ... نحن حينئذ امام سقوط اعلامي خطير لبرنامج الرابعة والقائمين عليه ومن وقف وراءهم من أجهزة رسمية تتخفى وراء أكرم خزام لفرط شجاعتها !... الجزيرة كشفت عورات تونسية قبيحة بلاشك ! , ولكن مهندسي هذه العورات أفسحوا للجزيرة واسعا من خلال أدائهم الاعلامي والحقوقي والسياسي الرديء... والى أن نستر عورات قبيحة لاتليق بتونس وشعبها , أقول لكم : دمتم في رعاية الله ...