بدأت الحملة ببرنامج "الرابعة" الذي بثته قناة حنبعل التونسية مساء الأربعاء واستضافت فيه كل من مجدي الدقاق وعبد الله كمال وأسامة سرايا من مصر و عبد الحميد الرياحي والصحبي صمارة من تونس بالإضافة إلى أكرم خزام مراسل الجزيرة السابق في موسكو, أكد هؤلاء أن هذه التساؤلات الذي تثيرها الجزيرة تطال الإعلام العربي كله، حيث وجه الجميع انتقادات حادة للقناة ومموليها والدولة التي تنطلق منها، بعد هذا البرنامج استمرت هذه الحملة الشعواء حتى الآن على صفحات عدد كبير من الصحف التونسية نذكر منها :الحدث التونسية- جريدة الصحافة التونسية- الصريح التونسية-الشروق التونسية - الصباح التونسية- لابريس التونسية.. هذه الحملة الشرسة جعلت مجموعة من محبي الجزيرة على الانترنت ينخرطون في مبادرة أسموها (المبادرة الشعبية الإعلامية للدفاع عن قناة الجزيرة) أنشأها الصحفي التونسي مرسل الكسيبى بجانب عدة صحفيين وحقوقيين ونقابيين من أقطار عربية أخرى، و تعنى هذه المبادرة التي أنشأت مجموعة لها على موقع الفيس بوك برصد كافة الهجمات الإعلامية على شبكة الجزيرة و محاولة الرد عليها، وهذه المبادرة تعد مجهوداً متواضعاً يبذله الشباب العربي المحب لقناة الجزيرة و التي يعتبرها منبرا حرا و موضوعيا يستحق الدفاع عنه. الجزيرة في القمة : الطريق نحو التميز لم يكن أبداً سهلا مملوءا بالورود. بل هو من أصعب الطرق التي نتخيلها، والأصعب هو الحفاظ على هذا التألق فالوصول للقمه صعب لكن الحفاظ عليها هو الأصعب. هكذا الحال مع قناة الجزيرة الفضائية هذا الصرح الأعلامى الذي يتميز يوما عن يوم وينافس وكالات الأعلام الغربية المعروفة، و لا أظن أن منافسيه في الوطن العربي نالوا ولو جزءاً ضئيلاً مما نالته الجزيرة. ولأن نجاح قناة الجزيرة كان شوكه في حلق المصفقين بين صفوف الجماهير الخاضعة لحكامها. ولأن الحقيقة دائما ما تؤلم حتى الشعوب المضغوطة المضطهدة. وجدنا وتحديدا بعد اندلاع الحرب الأخيرة على غزة موجات متتالية من الهجوم الشرس من قبل "أبواق" الحكومات العربية تهاجم الجزيرة وبشدة وتتهمها بأبشع التهم. فبعض الأقلام الموالية للسلطة في مصر هاجمت الجزيرة وبشده لنشرها حقيقة مواقفها إزاء الحرب عل غزه. وأغمض هؤلاء أعينهم وأغلقوا أذانهم حتى لا يسمعوا أنات الأطفال وصراخ الأمهات، وتركوا فقط للقومية والعصبية حق الحديث ولم يسمعوا إلا هو ولم ينتبهوا إلا إليه. لكن الجزيرة لم تلعب دور المتفرج، فأخذت تحقق وتنقل وتبحث عن الحقيقة حتى تظل في قمة المهنية الإعلامية ولا تفقد مصداقيتها، لم يغلق مراسلوها آذانهم مثل أبواق الحكام الذين اتهموها بأنها قناة عميلة، وأنها تمول وأنها وأنها وأنها. لكنهم جعلوا صوت الإنسان يعلوا حتى فوق صوت الإعلامي المحايد، فكانت دموعهم على الشاشة تنعى أطفال غزه، كما تألقت الجزيرة في نقل الحرب يوما بيوم وساعة بساعة ولحظه بلحظه لأنها حاولت أن تري الحقيقة ولا تغلق أعينها مثل الكثير من القنوات الأخرى. الطريق الأقصر للشهرة : في الآونة الأخيرة أصبحت مهاجمة شبكة الجزيرة هي الطريق الأقصر لأي صحفي مغمور أو وسيلة إعلامية مغمورة كي تنتشر و تحقق الشهرة المرجوة، و من الملاحظ أن أشكال الهجوم على شبكة الجزيرة منذ إنشائها تنقسم إلى عدة محاور، منها استهداف الأشخاص وله أمثلة كثيرة مثل اعتقال تيسير علونى...و سامى الحاج....و استشهاد طارق أيوب مراسل الجزيرة ببغداد..أيضاً استهدفت مكاتب الجزيرة بالإغلاق في عدة عواصم عربية، ففي الكويت تم إغلاق مكتب القناة و سحب الترخيص الممنوح لها من وزارة الإعلام الكويتية و تم إيقاف مدير المكتب سعد العنزي عن العمل فوراً. واتهمت السلطات الكويتية الجزيرة حينها ( بتضخيم الأخبار للإساءة إلى الكويت). وفي العام الماضي تم إغلاق مكتب قناة الجزيرة بالرباط و أوقفت السلطات المغربية بث نشرة المغرب العربي. وفي السودان أغلقت السلطات مكتب قناة الجزيرة في الخرطوم واعتقلت مدير المكتب واتهمت وكالة الأنباء السودانية الرسمية قناة الجزيرة ومراسلها إسلام صالح بالكذب وإثارة البلبلة.وفى طهران تلقى مكتب قناة الجزيرة من السلطات الإيرانية إخطاراً شفهياً بتعليق نشاطه الصحفي بشكل مؤقت. وفي عام 2006 أصدرت الحكومة العراقية المؤقتة آنذاك قرار بتمديد مدة إغلاق مكتب القناة ببغداد و منعها من ممارسة اى نشاط اعلامى . أما تونس فكانت قد أغلقت سفارتها في قطر احتجاجاً على ما وصفته بأنه الحملة المعادية ضد تونس بسبب اجراء الجزيرة حواراً مع المعارض التونسي «منصف المرزوقي» دعا فيه الشعب إلى العصيان المدني ضد السلطات التونسية. وأخيرا أغلق مكتب الجزيرة في الضفة الغربية لفترة وجيزة بسبب تداعيات تصريحات السيد فاروق القدومى رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية التي قال فيها انه يمتلك وثائق منها محضر لاجتماع بين السيد محمود عباس و مستشاره الأمني محمد دحلان مع رئيس الوزراء الأسرائيلى الأسبق ارييل شارون لبحث مخطط اسرائيلى لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. بل إن الاستهداف وصل إلى مرحلة التصويب على كيان الجزيرة عبر خطة قصف القناة التي تم الكشف عنها في عهد جورج بوش الابن. لن نتخلى عنها : وبعد كل هذا التاريخ الطويل من الهجمات الإعلامية ضد الجزيرة نجد بداية جديدة لحملة إعلامية تونسية ضد قناة الجزيرة بدأت بالتزامن مع زيارة رفيعة المستوى لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى تونس. في النهاية بقي أن نقول أن شبكة الجزيرة خاضت تجربه وتحملت وحدها النتائج لكننا لن نتركها وحدها لأنها القناة الرائدة في نظر الكثيرين والتي تعتبر لكثير من شباب هذا الوطن شاشه إعلاميه تنقل له ما يريد. تنقل له عيونا صادقه على العالم وليست عيونا منافقه مزوره مزيفه. لن نترك الجزيرة تنال تيار الاتهامات وحدها سنكون معها ندافع عن المشروع الاعلامى الكبير وهذا الصرح الذي نافس بقوه وحرفيه القنوات العالمية.