بررت المخرجة التونسية رجاء العماري لجوءها للمشاهد الساخنة والكلمات القبيحة في فيلمها الجديد "الدواحة" لإظهار مدى الكبت الذي تعيشه النساء في العالم. وواجه فيلم العماري -الذي يدور حول عالم النساء المنزويات وأسرارهن الدفينة- انتقادات حادة، بسبب اللقطات المثيرة التي استخدمت في مشاهد عدة، وتشارك في بطولة الفيلم حفصية الحرزي وسندس بلحسن ووسيلة الداري وريم البنا وظافر العابدين. وقالت المخرجة التونسية إنه من المهم أن يترك فيلمها جدلا في صفوف المشاهدين، مشيرة إلى أن عملها السينمائي لا يعبر فقط عن النساء المكبوتات في تونس بل في العديد من الدول، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الجمعة ال18 من ديسمبر/كانون الأول. وأضافت، مدافعة عن فكرة فيلمها، "النساء في تونس متطورات ولكن هناك فئات ما زالت تعاني من الكبت والانزواء، والفيلم لا يحكي عن المرأة التونسية بل عن المرأة في أي نقطة من العالم". أما بالنسبة للمشاهد الجريئة والكلمات القبيحة التي استعملت في الفيلم، فردت العماري على منتقديها بأن تلك المشاهد جاءت لتُظهر مدى الكبت الذي تعيشه النساء، وأن هذا الفيلم لم يقدم عددا كبيرا من اللقطات الساخنة بالمقارنة مع أفلام تونسية أخرى. ويبدأ الفيلم بمشهد باب مفتوح على حديقة في إحالة على الطبيعة لتنطلق رحلة الصراع النفسي ضد القيود والبحث عن الحرية وتحقيق الذات، لا سيما بالنسبة للفتاة عائشة التي تعاني من قمع أمها وأختها "راضية" في الطابق السفلي لقصر مهجور. ويوحي الإطار المكاني بوحشية العزلة وقسوة الحياة التي تعيشها عائشة مما زرع فيها مشاعر الحرمان والكبت المادي والجنسي، وجعلها تتحول في نهاية الفيلم إلى فتاة شبه معتوهة تسعى إلى الانتقام والتدمير. الجسد والمحرمات وترى العماري أن موضوع المرأة والجسد ما زال من المحرمات، على الرغم من التطور الكبير الذي عرفه عالم المرأة، وعبرت من ناحية أخرى عن قلقها من قلة قاعات العرض في تونس؛ إذ إن الفيلم -من إنتاج مشترك بين تونس والجزائر وسويسرا وفرنسا- عرض في 20 قاعة بفرنسا، ولا يزيد عدد القاعات التي استقبلت الفيلم في تونس عن ثلاث قاعات. فسرت المخرجة اختيارها ممثلات عربيات لأفلامها، قائلة إنها حاولت استغلال نجاح الممثلة الفلسطينية هيام عباس والممثلة حفصية الحرزي في فيلم "كسكسي بالبوري" للتونسي عبد اللطيف كشيش، فصورة وتعبيرات الوجه للممثلتين أغرتني بالاعتماد عليهما. رجاء العماري من مواليد تونس العاصمة، وحصلت على الأستاذية في الأدب الفرنسي، وسافرت بعد ذلك إلى باريس، والتحقت بالمؤسسة الأوروبية للصورة والصوت، وأنجزت أثر تخرجها فيلمين قصيرين؛ هما (إفريل) 1998، و(ذات مساء في جويلية) 2000، كما أنجزت فيلم "الستار الأحمر" 2002، وفيلم وثائقي آخر بعنوان (على آثار النسيان) 2004.