اتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي أمس الأحد الرئيس الأميركي باراك اوباما ب''التآمر'' على إيران رغم قيام الأخير بتجديد عرضه للحوار مع طهران، خامنئي يتهم اوباما ب''التآمر'' على إيران وقال في خطاب القاه في مشهد (شمال شرق) ونقله التلفزيون الرسمي في بث مباشر بعد يوم من دعوة الرئيس الأميركي: ‘'لا يمكنكم إبداء رغبتكم في السلام والصداقة وفي الوقت نفسه التآمر والتخطيط للتخريب (في إيران) والاعتقاد بأنكم تستطيعون الإضرار بالأمة الإيرانية''. وحذر من أن السلطات الإيرانية تراقب عن كثب ‘'الموقف العدائي'' الأميركي وبأنها ‘'لن تتخلى أبدا عن المصالح الوطنية للبلاد في مواجهة الوجه الغاضب للعدو''. وقال في كلمته بمناسبة بداية السنة الإيرانيةالجديدة نقلها التلفزيون الرسمي ‘'الإدارة والرئيس الجديدان يزعمان اهتمامهما بإقامة علاقات عادلة ومنصفة وكتبا خطابات وبعثا برسائل... تقول إنهما مستعدان لتطبيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، لكنهما في الواقع العملي يفعلان عكس ذلك''. وكان طهران وصفت في وقت سابق أمس الأول السبت، رسالة أوباما، إلى الشعب الإيراني بمناسبة رأس السنة الفارسية الجديدة تدخلاً سافراً في الشأن الإيراني. واعتبر عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حسين إبراهيمي، أن رسالة أوباما تتناقض في مضامينها، وفق ما نقلت الإذاعة الإيرانية. وقال إبراهيمي، في أول تعليق رسمي على رسالة أوباما: إن هذا الخطاب وتخصيص 46 مليون دولار لدعم الحرب الإلكترونية والنفسية ضد الشعب الإيراني خير دليل على التدخل الأميركي في الشأن الداخلي. وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لحيازة السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي المدني، في حين تنفي إيران ذلك. وأكد الزعيم الإيراني أن الرئيس اوباما لم يدخل أي تغيير على سياسة الولاياتالمتحدة كما وعد وتساءل ‘'اين هو التغيير الموعود؟. هل خفضتم عدد القتلى في أفغانستان والعراق؟''. وقال ‘'ان الحكومة الأميركية والإدارة الجديدة أكدتا الرغبة في اقامة علاقات عادلة وسليمة وكتبتا رسائل وأرسلتا برقيات وأعلنتا رغبتهما في تطبيع علاقاتهما مع الجمهورية الإسلامية لكنهما للأسف فعلتا العكس''. واتهم الرئيس الأميركي بتبني ‘'أسوأ المواقف'' بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 12 يونيو/ حزيران والتي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد فيما احتجت المعارضة على نتائجها منددة بعمليات تزوير كثيفة. وقال خامنئي ‘'خلال الأحداث التي أعقبت الانتخابات، اتخذتم اسوأ المواقف بدعمكم لمثيري الشغب ووصفهم على انهم حركة مدنية''. وأضاف ‘'تتحدثون عن حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه تشككون في انطلاقة الشعب الإيراني الهائلة خلال الانتخابات الرئاسية وتدعمون مجموعة من مثيري الشغب. ألا تخجلون؟'' وتساءل ‘'ضرب الناس وإحراق الحافلات والمباني، هل تكون هذه حركة مدنية؟'' فيما هتف الحضور ‘'الموت لاوباما''. وأكد ان ‘'الأعداء سعوا إلى تقسيم الأمة الإيرانية (...) وإشعال حرب أهلية، لكن الشعب الإيراني كان يقظا''. وأضاف ‘'لو نجحوا لكانت الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني ارسلا قواتهما إلى شوارع طهران (دعما للمتظاهرين المعارضين)، لكنهما أدركا ان هذا الأمر سيضر بهما. لذا، بدأ قادة دول الاستكبار (الدول الغربية) القيام بالدعاية دعما لمثيري الشغب''. وكان يشير إلى التظاهرات التي أعقبت إعادة انتخاب احمدي نجاد والتي تخللتها مواجهات بين قوات الأمن الإيرانية والمتظاهرين أسفرت عن مقتل العشرات واعتقال الآلاف. وكان أوباما وعد بأن يكون الوصول الحر للانترنت جزء من هذه المساعدات، متعهداً بالعمل لضمان ‘'تمكن الإيرانيين من الاتصال فيما بينهم ومع العالم دون خوف من الرقابة. 22 مارس 2010