شهدت أول زيارة للدكتور محمد البرادعي الى محافظات مصر قيام الأمن بمنع عدد من أعضاء «الجمعية الوطنية للتغيير» من دخول مركز الكلى والمسالك البولية في مدينة المنصورة (شمال مصر)، وفقاً لتعليمات رئيس جامعة المنصورة، وهو ما دفع الدكتور محمد غنيم، عضو الجمعية الوطنية ومؤسس مركز الكلى، الى اختيار اربع شخصيات فقط من مصاحبي البرادعي والدخول معه وهم: الدكتور محمد أبو الغار وجورج إسحاق وعلي البرادعي والدكتور عبد الجليل مصطفى، لكن د. عبد الجليل رفض الدخول، احتجاجاً على عدم السماح لزملائه بالدخول. وإزاء هذا الموقف سيطر الغضب على بعض أعضاء الجمعية لمنعهم من الدخول، واعتبر حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية وأحد الممنوعين من الدخول، أن ما حدث هو تنفيذ لتعليمات أمنية، تؤكد أن رئيس الجامعة لا حول له ولا قوة. وفور وصول البرادعي استقبله غنيم، ثم اتجه من مركز الكلى في تظاهرة كبيرة إلى مسجد نور في شارع الجمهورية، حيث أدى صلاة الجمعة، وبعدها وقفت جماهير حاشدة من أبناء المنصورة أمام المسجد وهتفوا باسم البرادعي، واتجهت التظاهرة إلى منطقة المشاية، وبعدها غادر البرادعي المكان في ما يوصف بأنه تغيير في استراتيجيته في الاتجاه نحو الاحتكاك بالمواطنين في المساجد والكنائس، مع تزايد احتمالات الصدام بين أنصاره وأجهزة الأمن. 50 % عمال وفلاحون على صعيد آخر، رفض حسين مجاور، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس لجنة القوى العاملة بمجلس الشعب، ما ردده البرادعي حول عدم أهمية نسبة ال50 % عمال وفلاحين داخل البرلمان. واجتمع مجلس إدارة الاتحاد أمس الأول لبحث تنظيم حملة انتقادات دفاعاً عن هذه النسبة، التي أصر الرئيس حسني مبارك في عيد العمال الأخير على التأكيد أنه «لا مساس بالعمال ولن تمس نسبة ال50 عمالا وفلاحين داخل البرلمان ما دمت على قيد الحياة». وشن أحمد عاطف، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، هجوماً شرساً على البرادعي، ووصفه بأنه «ليس من أهلنا، لأنه ليس من العمال ولا من الفلاحين»، وذلك بعدما تحفظ على وجود نسبة ال 50 % من مجلس الشعب من العمال والفلاحين. وأضاف عاطف انه «لم نشهده يوماً مناضلاً من أجل مصالحنا ولم نسمع أنه دفع ثمناً لنضاله، فهو بالقطع ليس الزعيم الوطني محمد فريد، الذي دفع حياته ثمناً لأفكاره، ولا هو نيلسون مانديلا(..) ليس أكثر من مواطن مصري سافر إلى الخارج وعمل كموظف دولي وجمع الكثير من الدولارات واليوروهات». ولم يكتف. البيان بالهجوم العنيف على البرادعي، بل شن هجوماً مماثلاً على مؤيديه وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، ووصفهم بأنهم «تلقفوا البرادعي واعتبروه مجرد سلعة علبوها وسوقوها ليضللوا جموع الشعب»،حسب تعبيره. القبس الكويتية- 3 أبريل 2010