تورس : ظاهرة إقالة المدربين تعصف بمستقبل كرة القدم التونسية

شكرا على الإبلاغ!

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

ظاهرة إقالة المدربين تعصف بمستقبل كرة القدم التونسية

رصد رياضي نشر في الوسط التونسية يوم 10 - 10 - 2010

رغم بلوغ الدوري التونسي لكرة القدم جولته السادسة من مجموع 13 جولة غير أن حصيلة المدربين الذين تمت إقالتهم من الرابطة المحترفة الأولى ارتفع إلى ستة مدربين، وهو رقم وصفه مختصون في الشأن الرياضي في البلاد ب"المفزع والخطير".
وشكّلت الإقالة الأخيرة لمدرب فريق النجم الساحلي المغربي محمد فاخر بتاريخ 4-10-2010 وتعويضه بالتونسي منذر الكبير مفاجأة الجولة السادسة للدوري، خاصة أن هذا القرار جاء في أعقاب فوز الفريق في لقائه الأخير ضمن مسابقة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ضد شبيبة القيروان وتصدره لطليعة ترتيب الدوري (مؤقتاً) ب13 نقطة.
وبرر حامد كمون، رئيس النادي، قرار تخلّيه عن خدمات فاخر ب"الأداء الضعيف للفريق وعدم تحسن المردود من مباراة إلى أخرى".
وينضاف محمد فاخر إلى القائمة الطويلة من الممرنين الذين تمت إقالتهم من الأندية التونسية المحترفة، وهم كل من ممرن النادي الإفريقي الفرنسي فرانسوا براتشي الذي تم تعويضه بمراد محجوب، والحبيب الماجري مدرب شبيبة القيروان الذي ترك مكانه لوحيد الحيدوسي، ومحمد الكوكي مدرب مستقبل قابس الذي عوضه توفيق زعبوب، ومدرب النادي البنزرتي الفرنسي جيرار بوشار ليترك مكانه للممرن يوسف الزواوي، وأخيراً وليس آخر مدرب أمل حمّام سوسة عبدالحي العتيري الذي خلفه المدرب البرازيلي روبارتينو، حيث أمضى عقده مع النادي الخميس 7-10-2010.
ويرى زين العابدين الوسلاتي الناطق الرسمي للنادي الإفريقي خلال حديثه ل"العربية.نت" أن أي ناد مجبر على تغيير المدرب في حال لم يقدم الإضافة المرجوة من حيث النتائج، موضحاً في هذا الصدد أن اتخاذ هيئة النادي الإفريقي قرار تغيير المدرب كان نتيجة لظروف قاهرة يمر بها النادي، بالتالي "لابد من خلق رجة نفسية والبحث عن مدرب جديد من شأنه أن يعيد ترتيب البيت والتأقلم مع أجواء الفريق واللاعبين بشكل عام"، على حد قوله.
في المقابل نفى الوسلاتي نظرية "المؤامرة" بين رئيس النادي والهيئة المديرة، مؤكداً أن النتائج هي المعيار الموضوعي والدافع الأساسي للإبقاء على المدرب أو التخلي عن خدماته.
ويجمع النقاد والإعلاميون الرياضيون في تونس على أن استفحال ظاهرة إقالة مدربي الأندية التونسية في وقت قياسي تعبر عن الوضعية المتأزمة التي تتخبط فيها الكرة التونسية، التي انعكست نتائجها على مردود اللاعبين والمنتخب الوطني بالأخص.
ويصف الصحافي عبدالسلام ضيف الله رئيس تحرير قسم الرياضة براديو" موزاييك اف ام" ظاهرة إقالة المدربين في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم "بالخطيرة". ويقرّ بوجود صعوبات كبرى تعاني منها الأندية على مستوى الاستقرار الفني والإداري. ويتساءل في هذا الصدد عن المعايير التي يتم من خلالها انتداب المدربين وانتقائهم على رأس النوادي، وهو ما يكشف عن "تخبط إداري وانعدام رؤية واضحة على مستوى خطط العمل المستقبلية، حيث إن المشاكل الإدارية تغلب على النشاط الرياضي للأندية التونسية المحترفة"، على حد تعبيره.
ويرى ضيف الله أن إقالة المدربين هي بمثابة "الشماعة" التي يعلق عليها مسؤولو الأندية فشلهم على مستوى التسيير والإدارة.
ويعزو الناقد الرياضي فتحي المولدي استفحال هذه الظاهرة إلى ضغط الشارع التونسي وتأثير الجمهور الرياضي على القرارات التي يتخذها رئيس هذا النادي أو ذاك، حيث" أضحى قرار الإبقاء على الممرن أو إقالته رهين قرارات متسرعة على ضوء نتائج حينية بحيث تكفي هزيمة أو هزيمتين للتخلي عن خدمات المدرب في ظل غياب عقلية إقالة أو استقالة مسيري الأندية التونسية".
وفي هذا الإطار يستدل المولدي بقرار فريق النجم الساحلي بالتخلي عن الممرن المغربي محمد فاخر بشكل مفاجئ رغم تصدر النادي لطليعة ترتيب الدوري. ويصف إقالة 6 مدربين في 6 جولات بالرقم "المفزع والمخيف"، يؤكد هشاشة الفرق الرياضية في تونس.
ويذهب المولدي إلى أبعد من ذلك حيث يرى أن موجة الإقالات طالت حتى مدربي المنتخب الوطني التونسي، فخلال اقل من سنة وقع تغيير ثلاثة مدربين: كويلهو فوزي البنزرتي وبرتران مارشان حالياً.
ويفسّر الصحافي مساعد رئيس تحرير الرياضة بجريدة "الصريح" التونسية طارق الغديري سلسلة إقالة المدربين بغياب سياسات استشرافية واضحة وتوزيع عادل للمسؤوليات داخل الفريق، ما يجعل المدرب في وضعية تحمل مباشرة "لكبوات" رؤساء الاندية.
ودعا إلى تدخل عاجل لوزارة الإشراف للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الكرة التونسية.
وكانت الجولة السادسة للرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم اختتمت يوم الأحد 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، حيث تمكن النجم الساحلي من رفع رصيده إلى 13 نقطة والالتحاق مؤقتاً بالترجي الرياضي في صدارة الترتيب، والذي تنقصه مقابلة بعدما تأجلت مباراته مع النادي الصفاقسي إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بسبب مشاركة الفريقين في كأس الاتحاد ورابطة أبطال إفريقيا.
وفي ما يلي الترتيب:
1) النجم الساحلي 13
- الترجي الرياضي 13
3) الملعب التونسي 12
4) النادي الصفاقسي 9
5) النادي الإفريقي 8
- النادي البنزرتي 8
7) أمل حمام سوسة 7
- مستقبل المرسى 7
9)الترجي الجرجيسي 6
- الأولمبي الباجي 6
- نادي حمام الأنف 6
- مستقبل قابس 6
13) شبيبة القيروان 4
- قوافل قفصة 4

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.