أفاد مصدر مطلع أن شخصاً ثانياً لقي حتفه أمس (الأحد) في مستشفى مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبتونس العاصمة) متأثراً بجراح بليغة أصيب بها الجمعة خلال مواجهات دامية بين الشرطة. وكان نحو ألفي متظاهر تعرضوا لإصابات في مدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيدجنوبتونس، خلال مظاهرات عنيفة تجتاح عدداً من مدنها منذ السابع عشر من الشهر الجاري احتجاجاً على ما يصفه السكان ب «تردي الظروف المعيشية وتفشي البطالة». وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن «شخصاً ثانياً فارق الحياة السبت (في مستشفى سيدي بوزيد) متأثراً بجراح بليغة أصيب بها خلال المواجهات» دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وكان الشاب محمد العماري (25 عاماً) الذي يحمل درجة الأستاذية في العلوم الفيزيائية والعاطل عن العمل منذ تخرجه سنة 2009 من جامعة قفصةجنوبيتونس، لقي حتفه مساء الجمعة بعد أن أصيب بطلق ناري في صدره خلال المواجهات المذكورة. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أصدرته أن هذه المواجهات أسفرت عن سقوط قتيل وجرح مدنيين اثنين وجرح «العديد» من رجال الأمن الذين قالت (الوزارة) إنهم أصيبوا «بحروق» وأن من بينهم اثنان في حالة «غيبوبة». وأشار شهود عيان إلى سقوط 10 جرحى من بينهم رجل أمن كان يرتدي زياً مدنياً وأصيب بجراح خطيرة عندما أطلق عليه زملاؤه النار على وجه الخطأ. وطالب الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يوصف بأنه أبرز حزب سياسي معارض في البلاد «بالإفراج عن جميع المعتقلين في المظاهرات الأخيرة وسحب التعزيزات الأمنية من ولاية سيدي بوزيد وبدء حوار فوري مع ممثلي الأهالي لإيجاد الحلول التنموية الملائمة للنهوض بالجهة وتشغيل أبنائها العاطلين» وقال إن الاحتجاجات التي تشهدها المحافظة «كانت بمثابة دق لناقوس الخطر لإبراز عمق أزمة البطالة، وخصوصاً بطالة أصحاب الشهادات العليا، وحجم الاختلال التنموي بين الجهات».