كشف الصحفي الفرنسي نيكولا بو، مؤلف كتاب "حاكمة قرطاج" رفقة الصحفية كاترين غراسييه، في حوار مع "الشروق" عن استعداده رفقة مجموعة من الزملاء لإطلاق موقع إلكتروني يحمل عنوان "رسالة الجنوب"، سيعنى أساسا بكشف الفساد في منطقة المغرب العربي، كما أكد بأن الاطلاع على الموقع والتواصل معه سينطلق نهاية فيفري القادم. وعن سؤال حول المصادر التي اعتمدت في كتاب "حاكمة قرطاج"، الذي أحدث ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة بسبب فضحه لفساد زوجة الرئيس الهارب ليلى الطرابلسي وعائلتها، أوضح نيكولا بو : "أنا ممنوع من دخول تونس وعليه فإننا اضطررنا إلى الاعتماد على شهادات معارضين تونسيين يقيمون في فرنسا إضافة إلى شهادات لتونسيين يزورون باريس بانتظام". ونفى محدثنا أن يكون للكتاب تأثير كبير في الثورة التي فجرها الشعب التونسي أخيرا ف"حاكمة قرطاج" نزل إلى الأسواق قبل 15 شهرا، كما أنني أعتقد بأن تأثير الشبكة العنكبوتية كان أكبرا، إضافة إلى تأثير كتاب "صديقنا بن علي"، الذي أصدرته رفقة الزميل جون بيار توكوا، و الذي بيعت منه 300 ألف نسخة، لكن الأكيد أن الكتاب الأخير فتح أعين الكثير من الناس على حقيقة ما كان يحدث في تونس، ومنه تواطؤ السلطات الفرنسية مع نظام زين العابدين بن علي". وعن هذا التواطؤ يقول نيكولا بو : "أيعقل أن لا تنشر الصحافة الفرنسية موضوعا نقديا واحدا عن الكتاب طوال كل هذه المدة، إنه دليل قاطع على التواطؤ، ولهذا فإنني لا أستغرب حين أقرأ لرئيس تحرير مجلة "ليكسبريس" واسعة الانتشار مقالا يقول فيه إن بن علي أحسن من بن لادن، ونسي أن يقول بأن اتساع مساحة الديمقراطية في أي مجتمع يقابلها حتما انحسارا في مساحة التطرف". وأوضح بو بأن "حاكمة قرطاج" جاء ليعاين واقعا حقيقيا في تونس "فالمعروف أن ليلى بن علي وبداية من 99 صارت هي الحاكمة الفعلية لتونس، ولم يعد سرا بأنها كانت تخطط رفقة شقيقها بلحسن للإطاحة بزوجها والجلوس على عرشه"، ثم أضاف "ليلى بن علي حولت السلطة في تونس من ديكتاتورية الفرد إلى ديكتاتورية العائلة". ووصف محدث "الشروق" حجز فرنسا والاتحاد الأوروبي على حسابات عائلتي بن علي والطرابلسي ب "القرار الرمزي الذي يريدون به استدراك الأخطاء المرتكبة في تقدير الموقف بتونس"، مؤكدا على أن معلوماته تقول بأن حسابات العائلتين توجد في غالبيتها خارج أوروبا والقليل منها يوجد في إيطاليا، فيما عدا الماطري الذي اكتشف له حساب بباريس يحوي بين 6 و7 ملايين يورو. وانتهى نيكولا بو إلى التعبير عن استعداده لتقديم شهادته حول فساد النظام التونسي البائد في حال تقديم زين العابدين بن علي للمحاكمة.