: حلّ الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ضيفاً على جمهور مهرجان قرطاج الدولي، وقدّم مقتطفات من أعماله في أمسية شعرية يعتقد كثيرون أنها ستبقى محفورة في ذاكرة التونسيين. وأنشد الشاعر أمام جمهور غفير، وبحضور وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور، وسفير فلسطين بتونس، قصائد، عرّى فيها فظاعات "قوى الشر الجديدة" في قانا وغوانتانامو. كسر الشاعر صمت الجمهور في بداية اللقاء بجملة فيها الكثير من الأمل والتحدي قائلا "لا تفزعوا، فالأمة العربية ليست أمة معرضة للزوال، ومهما تقابلت عليها الأزمات ستأخذ مكاناً لها تحت الشمس". ثم ألقى الشاعر قصيدة "عجيبة قانا الجديدة" انتصر فيها لضحايا المجزرة الإسرائبلية وفاضحاً "بربرية" الدولة العبرية. وجاء فيها بالخصوص: "الدم خمر العار في قانا .. وعرس الطيش يا جيش إسرائيل عجيبة جبانة .. يا جيش في عرسك الذليل". كما ألقى سميح القاسم قصيدة أخرى عن القيروان بعنوان "حادى الفتوح"، تحدّث فيها عن عظمة هذه المدينة وأهميتها، واسترجع فيها بطولات طارق بن زياد وعقبة ابن نافع. كما خاطب من خلالها أسوار القيروان قائلاً هي كانت حبيبتي، وستبقى وردة الحب في كتاب الزمان". وأنهى الشاعر الفلسطيني أمسيته بقراءة قصيدة "هنا غوانتانامو"، التي تعرّض فيها لأهوال المعتقل الأمريكي المخالف للمواثيق والقوانين الدولية، معدداً بصور شعرية هول ما يلقاه السجناء في غوانتانامو على يد "رواد الحضارة الحديثة". ويُعدّ سميح القاسم واحد من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1939 وعرف باستهداف الاحتلال الإسرائيلي له، وقد سُجن مرات عديدة. صدر له أكثر من أربعين كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة. وتُرجم عدد كبير من قصائده إلى لغات عدة مثل الانجليزية والفرنسية والتركية واليابانية والفيتنامية، وحصل على الكثير من الجوائز الشعرية منها "غار الشعر" في أسبانيا، وجائزة البابطين للإبداع الشعري.