بداية من العام المقبل، سيكون يوم 14 يناير عيداً سنوياً للثورة والشباب، يحتفل به التونسيون وتتوقف فيه المدارس والأعمال، إحياءً لذكرى انتصار الإرادة الشعبية وانتقال البلاد إلى مرحلة الحريات والديمقراطية. وكان رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع أعلن عن قرار بجعل يوم 14 يناير عيداً للثورة والشباب، ما يعني إلغاء عيد الشباب السابق الذي كانت تونس تحتفل به يوم 19 مارس من كل عام في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، ثم يوم 21 مارس في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث كان عيد الشباب مقترناً في العهدين بعيد الاستقلال الذي يوافق 20 مارس من كل عام. وكانت تونس قبل تولي بن علي السلطة تحتفل بعيد الثورة يوم 18 يناير من كل عام تخليداً لذكرى اندلاع الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي في العام 1952. وبداية من 1988 تم إلغاء هذا العيد وعيد النصر الموافق لغرة يونيو وتهميش عيد الشهداء الموافق للتاسع من أبريل وعيد الجلاء في 15 اكتوبر، وذلك في إطار توجّه كامل لمسح تاريخ الحركة الوطنية من ذاكرة الأجيال وإقصاء ارث بورقيبة. إقدار وتخليد وشاءت الأقدار أن يعود عيد الثورة إلى شهر يناير مع تغيير اليوم من 18 الى 14 تاريخ الثورة على من الغى عيد الثورة. ويسعى التونسيون الى تخليد ثورة الياسمين بطرق شتّى منها اطلاق اسمها وتاريخها واسماء شهدائها على الشوارع والساحات والمؤسسات الحكومية. وقام البريد التونسي في هذا الاطار بإصدار اربعة طوابع بريدية جديدة صممها ورسم تفاصيلها تونسيون تخليداً للثورة، ولذكرى من أجج شرارتها الاولى. وحمل الطابع الاول صورة محمد البوعزيزي وهي الصورة التي تم تداولها ايام الثورة في حين جسد الثاني الحشود المتراصة التي طالبت بالحرية والكرامة في 14 يناير بشارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة، وجسد الطابع الثالث رمز الحرية والانعتاق من خلال البيت الشعري المأثور للشاعر التونسي ابي القاسم الشابي: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر»، فيما جسم الطابع الرابع دور الثورة الرقمية وخاصة «فيسبوك» في تحقيق حلم الحرية والانعتاق. وتعددت ابعاد الثورة في هذه الطوابع من ثورة الشعب وثورة الكرامة الى ثورة الشباب لتمنح باعث الرسالة حرية اختيار ما يريد، مع ضمان وصولها إلى وجههةترتبط أساسا بإرادة الشعوب». وخرجت صور الطوابع البريدية ورموزها من الإطار المعهود حيث أعطيت للألوان معانيها في دعوة الى أن الطوابع لا تكون مهمة فقط في نظر من يهوى جمعها، بل ايضا ترمز الى ان الانسان لابد ان يدفع ثمن رسالته. بداية جديدة وبداية من العام المقبل، ستكون اعياد تونس الوطنية خمسة وهي عيد الثورة والشباب في 14 يناير، وعيد الاستقلال وهو العيد الوطني في 20 مارس، وعيد الشهداء يوم 9 ابريل، وعيد الجمهورية يوم 25 يوليو، وعيد المرأة في 13 اغسطس، في حين سيتم الغاء المناسبات المرتبطة بعهد حكم الرئيس المخلوع، ومنها عيد التحول في 7 نوفمبر، وعيد التضامن الوطني في 8 ديسمبر واليوم الوطني للباس التقليدي في 16 مارس.