استخدمت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع يوم الاحد لتفريق احتجاجات مناهضة للحكومة نظمها عشرات الشبان لليوم الرابع في وسط العاصمة تونس. وتسعى تونس جاهدة لاعادة الاستقرار منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في ثورة ألهمت انتفاضات في انحاء العالم العربي. وطالب المحتجون في هتافاتهم برحيل الحكومة ورئيس الوزراء الباجي قائد السبسي وأطلقوا الصفير في وجه قوات الامن ورشقوها بالحجارة. واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لدفع المحتجين الى شوارع جانبية بعيدا عن شارع الحبيب بورقيبة في وسط المدينة. وقال ضابط شرطة في ملابس مدنية "نحن لا نتدخل الا عندما يلقون الحجارة وليس عندما يوجهون لنا الشتائم." واضاف "على الشرطة ان تتأقلم مع الاجواء الجديدة ايضا. اربعة اشهر ليست كافية لتغيير عقليات الجميع." ويتزايد التوتر في تونس في الفترة التي تسبق انتخابات تجرى في يوليو تموز لاختيار جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد. ومن المتوقع ان تحقق جماعة اسلامية معتدلة كانت محظورة اثناء حكم بن علي نتائج طيبة مما يثير انزعاج الكثيرين في المؤسسة العلمانية في البلاد. واطلق شرارة الاحتجاجات العنيفة على مدى الايام القليلة الماضية تصريح لوزير داخلية سابق حذر فيه من حدوث انقلاب في حالة فوز خركة النهضة الاسلامية في الانتخابات. وقال شكيب وهو موظف حكومي رفض ذكر اسم عائلته ان "رد فعل الشرطة ضد الناس مبالغ فيه.. حقيقة أن هناك مجرمين وسط المحتجين لكن رد الفعل قاس للغاية. انها عودة الى أيام بن علي." وكانت مظاهرة يوم الاحد اصغر من الايام الثلاثة الماضية. ويخشى المحتجون من تراجع الادارة المؤقتة عن التزامها بقيادة تونس نحو الديمقراطية بعد عقود من الحكم المطلق. وردت السلطات التي ترفض اي اشارة لامكان وقوع انقلاب على الاحتجاجات بفرض حظر تجول خلال الليل بدءا من يوم السبت. وقالت ان الهدف منه ضمان سلامة المواطنين. ويندد بعض التونسيين بتجدد المظاهرات ويريدون عودة الحياة الى طبيعتها في البلاد البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة حيث يتوقع ان تؤدي الاضطرابات والحرب في ليبيا الى تراجع النمو الاقتصادي الى ما يزيد قليلا عن واحد في المئة هذا العام. وقال رجل اعمال ان "المتظاهرين ينتمون لادنى المستويات وليس لديهم ما يخسرونه.. لا يمكن أن تحقق كل شيء فورا.. يتعين أن تعمل من أجل تحقيقه." من ماتيو توستفين Sun May 8, 2011 4:47pm GMT