استخدمت الشرطة التونسية الغازات المسيلة للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين، تجمعوا اليوم السبت (لليوم الثالث على التوالي) في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، وسط العاصمة تونس، مطالبين بتنحي الحكومة المؤقتة التي يرأسها الوزير الأول، الباجي قايد السبسي (85 عاما). وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز بشكل مكثف، بعد أن رشقها المتظاهرون بالنقود المعدنية وقوارير الماء، وقال شهود عيان، إن الشرطة طاردت المتظاهرين في شوارع وأزقة العاصمة تونس، وانهالت عليهم بالركل واللكم والضرب بالهراوات، وأمطرتهم بوابل من الشتائم والسباب. وردد المشاركون في المظاهرة شعارات تنادي بتنحي الحكومة التونسية، وردد بعضهم ولأول مرة، منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، شعارات معادية للجنرال رشيد عمار، قائد أركان الجيوش الثلاثة. وتشهد عدة مدن تونسية منذ 3 أيام مظاهرات وأعمال عنف متواصلة، إثر بث شريط فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيه وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي (59 عاما): إن رشيد عمار، قائد أركان الجيوش الثلاثة، سينفذ انقلابا عسكريا في حالة وصول حركة النهضة (أبرز تنظيم إسلامي في تونس) إلى الحكم أو خروج الحكم من منطقة "الساحل" التونسي. وتعني عبارة "الساحل" في تونس محافظتي سوسةوالمنستير الساحليتين، اللتين انحدر منهما أول رئيسين لتونس المستقلة، وهما الحبيب بورقيبة (المنستير)، وخلفه المخلوع بن علي (سوسة) الذي هرب يوم 14 يناير الماضي إلى السعودية، وكانت وزارة الدفاع التونسية قد أصدرت بيانا أمس الجمعة وصفت فيه تصريحات الراجحي بأنها "افتراءات وأراجيف". تحديث: السبت 7 مايو 2011 4:35 م بتوقيت القاهرة