استقبلت عائلات في الجنوبالتونسي عشرات الآلاف من اللاجئين الليبيين الذين فروا من المعارك في غرب ليبيا، بترحاب شديد، متقاسمين معهم لقمتهم من أجل التخفيف عن معاناتهم. وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالي خمسين ألف ليبي لجأوا إلى جنوبتونس، وبالتحديد إلى ولاية تطاوين التي تبعد كبرى مدنها 130 كيلومتراً عن مركز الذهيبة الحدودي التونسي مع ليبيا. في غضون ذلك أقيم مخيمان الأول على بعد بضعة كيلومترات عن الحدود والثاني في رمادة (50 كيلومتراً عن الحدود) يضم ثلاثة آلاف شخص كل منها، ويجري إعداد مخيم ثالث يتسع لألف شخص في تطاوين. أما اللاجئون الآخرون فلا يمكن ملاحظة وجودهم على الرغم من السيارات الكثيرة التي تحمل لوحات تسجيل ليبية في كل المنطقة، وخصوصا في شوارع الولاية يوميات اللاجئين. وفي دار الشباب بتطاوين، يعمل المتطوع التونسي فتحي السايب على إعداد الطعام ل25 أسرة من اللاجئين، معرباً عن تعلقه بالعمل الإنساني بقوله «إنهم إخوتنا، نتقاسم منذ زمن طويل الثقافة نفسها لليبيين في جبل نفوسة وفي البيت الواحد لا حدود». وعلى هواتفهم النقالة يعرض الليبيون تسجيلات فيديو لمعارك بين القوات المتمردة والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي. ويظهر في احد التسجيلات مقاتلون في الجيش الليبي أمواتاً أو يحتضرون ويقدمون على أنهم «مرتزقة ماليون أو تشاديون». إلى ذلك وعلى بعد خطوات، فتح تونسيون منذ شهر ونصف الشهر في منزل صغير مستودعا يأتي إليه اللاجئون للحصول على الزيت والعجين أو حفاضات الرضع. في هذا السياق قال المتطوع التونسي بلقاسم الزرقاني إن حوالي ثلاثين من هذه المراكز فتحت في تطاوين من قبل متطوعين، ويتم تموينها بفضل هبات نقدية أو عينية. وأضاف الزرقاني الذي سجلت 1319 عائلة في مركزه «نساعد اخوتنا الليبيين على إيجاد سكن وغذاء، لكننا لسنا أغنياء ونطلب من المنظمات الدولية القدوم لمساعدتنا». التاريخ: 10 مايو 2011