يُواجه الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي (75 عاما) أحكاما بالسجن لمئات السنين مع تزايد التهم الموجهة إليه وإلى زوجته ليلى الطرابلسي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية التونسية أن القضاء وجه تهمتين جديدتين للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وصهره صخر الماطري. وقالت الوكالة إن محكمة الإستئناف قررت استدعاءهما للمثول أمامها بعد اتهامهما بالضلوع في قضايا فساد مالي وعقاري، من دون أن تُحدد الوكالة تاريخا للمحاكمة. وبلغ عدد التُهم الموجهة إلى بن علي، اللاجىء في السعودية، مائة واثنتين وثمانين تهمة نظرت المحاكم أخيرا في بعضها وأصدرت في حقه أحكاما ثقيلة بالسجن مع غرامات. وفي مقدم التهم الموجهة لبن علي سجن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1903-2000) بلا موجب شرعي، وهي تهمة يُلاحق بموجبها حاليا الهادي البكوش رئيس الوزراء في أول حكومة شكلها بن علي لدى الإطاحة ببورقيبة في 1987 ووزير داخليته الجنرال حبيب عمار. ويقيم بن علي منذ فراره من تونس مع زوجته ليلى الطرابلسي ونجله محمد زين العابدين (7 أعوام) وابنته الصغرى حليمة (18 عاما) في مدينة أبها السعودية. لكن السلطات التونسية طلبت رسميا من الشرطة الدولية (الإنتربول) التفتيش عن بن علي وزوجته وإعادتهما إلى بلدهما كي يُحاكما. وأكد أعضاء في الحكومة الإنتقالية أن الخارجية التونسية طلبت رسميا من الحكومة السعودية تسليمها بن علي، لكن لا يُعرف مصير الطلب الذي تسبب ببرود في العلاقات الثنائية. ولوحظ أن قائد السبسي قام أخيرا بجولة خليجية شملت قطر والإمارات والكويت هي الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة الإنتقالية، ولم تشمل الجولة الرياض التي كان قائد السبسي يحتفظ بعلاقات متينة معها لدى قيادته الدبلوماسية التونسية طيلة ست سنوات في ثمانينات القرن الماضي. شعبية في ارتفاع ويشكل موقف الحكومة الإنتقالية من إحالة بن علي على القضاء أحد أسباب ارتفاع شعبية الباجي قائد السبسي الذي أظهر آخر استطلاع للآراء أنها وصلت إلى 75 في المئة بعد الإعلان عن تاريخ جديد لانتخابات المجلس التأسيسي والتي ستجرى في الثالث والعشرين من تشرين الاول (أكتوبر) المقبل بدل 24 تموز (يوليو). وأظهر الإستطلاع نفسه أن أكثر من 52 في المئة من التونسيين راضون على الميقات الجديد. وفي سياق متصل طلب ممثلون قانونيون للدولة في تونس من القضاء ملاحقة الوزير الأول السابق محمد الغنوشي الذي اضطُر للإستقالة في شباط (فبراير) الماضي تحت ضغط الشارع. وعمل الغنوشي وزيرا أول طيلة عشر سنوات في ظل بن علي قبل تكليفه رئاسة أول حكومة انتقالية بعد الثورة. وقالت مصادر قضائية لل إن الغنوشي وأربعة مسؤولين سابقين لم تُفصح عن هويتهم، سيُلاحقون من أجل دورهم المُفترض في تسهيل بيع منشآت عمومية لعائلة بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي خلال السنوات الأخيرة. أصهار الرئيس وتنظر دائرة الاتهام في محكمة العاصمة تونس يوم الأربعاء المقبل في قضية محاولة أفراد من أصهار الرئيس المخلوع الفرار عبر مطار تونس يوم انتصار الثورة في الرابع عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي. وعلمت ال أن تهمة محاولة الهروب مُوجهة لخمسة وثلاثين شخصا بينهم عشرون في حالة إيقاف . من جهة أخرى، نجحت السلطات التونسية في استرجاع طائرة من نوع "تشالنجر تي اس اي اي ام" كانت على ملك صهر الرئيس المخلوع مروان المبروك حسبما أفاد مسؤول في وزارة النقل في تصريحات أدلى بها أمس لوسائل إعلام محلية. وحطت الطائرة، التي كانت رابضة في مطار بورجي في فرنسا، يوم الجمعة في مطار تونسقرطاج الدولي بعد اجراءات قامت بها وزارة النقل بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية ولجنة المصادرة ومصالح الطيران المدني الفرنسي لاسترجاعها وإعادتها الى تونس. وكانت السلطات التونسية اتخذت في شان هذه الطائرة اجراء احترازيا بالتنسيق مع السلطات الفرنسية. وعلمت أن وزارة النقل التونسية تسعى حاليا، بالتنسيق مع سلطات الطيران المدني في سويسرا لاسترجاع طائرة ثانية على ملك صهر الرئيس المخلوع صخر الماطري، وهي رابضة في احد المطارات السويسرية منذ انتصار الثورة في تونس. وفي سياق متصل نفى حاكم البنك المركزي التونسي مصطفى كمال النابلي نية الإعلان عن إفلاس "الشركة التونسية للبنك"، أكبر مصرف في البلد الذي أنهكته قروض ضخمة أعطيت لأسرة الرئيس المخلوع ولم تُسدد بعدُ. وأكد النابلي في لقاء عقده أمس مع مصرفيين ورجال أعمال أن البنك الذي يُعاني من حجم القروض غير المسترجعة، بدأ يتعافى واستطاع منح قروض بقيمة 350 مليون دولار في الأشهر الأخيرة.