يجهد سكان حيفا ثالث مدن اسرائيل الذين لا يزالون تحت وقع الصدمة التي خلفها سقوط صواريخ اطلقها حزب الله من جنوب لبنان، لمعاودة حياتهم بشكل طبيعي بعد وقف الاعمال الحربية اثر نزاع عنيف استمر اكثر من شهر. وقال شمويل غانز المدير العام لبلدية حيفا التي يسكنها 275 الف نسمة 20% منهم من العرب "لقد تلقينا ضربة قاسية جدا لكننا سنتخطاها بسرعة". وسقط في المدينة ما لا يقل عن 261 صاروخا منذ اندلاع الحرب في 12 تموز/يوليو، اسفرت عن سقوط 12 قتيلا ومئة جريح وحملت قسما من السكان على مغادرة المدينة فيما امضى من بقي منهم ساعات طويلة مختبئين في الملاجئ. وقدر غانز بنصف مليار شيكل (110 ملايين دولار) الاضرار التي تكبدتها المدينة وحذر من كارثة اقتصادية على المدى البعيد. وقال "ان الصناعات والمتاجر في المدينة اغلقت طوال اسابيع وهذا كلفته باهظة لكننا سنبذل كل ما في مقدورنا لتجاوز هذه الصدمة الجماعية". وبدأت المحلات تفتح ابوابها صباح الاثنين في مركز حوريف التجاري غير انها بقيت مقفرة حتى الان. وقالت ناتالي البائعة في متجر للملابس النسائية ان المحل ظل مفتوحا في معظم الاحيان خلال النزاع بدون ان يبيع قطعة واحدة في بعض الايام. وتساءلت "من يرغب في التبضع في وقت قد تدوي صفارات الانذار في اي لحظة وترغمنا على الهرولة الى الملاجئ؟" واضافت "في حال عدم حصول اطلاق نار، آمل ان نشهد عودة الزبائن بعد الظهر لكن صواريخ الامس ما زالت ماثلة في كل الاذهان". وفي المكتبة المجاورة يقول يوفال بيليد الذي يملك ستة متاجر في شمال البلاد انه خسر اموالا طائلة. واوضح "اضطررنا الى اغلاق المتاجر في غالب الاحيان وعندما كنا نفتح لم نكن نبيع سوى صحف". وهو يشكك في فرص التسوية ويعتقد ان الوضع في لبنان معرض للتدهور في الاسابيع المقبلة بالرغم من وقف الاعمال الحربية. واعتبر انه "طالما ان جنودنا في لبنان فمن الممكن ان ينفجر كل شيء والعودة الى حياة طبيعية ستستغرق بعض الوقت". وفي احد الملاجئ العامة على مسافة بضعة شوارع من المركز التجاري يقوم السكان القلائل الذين ما زالوا تحت الارض بحزم امتعتهم. وبين هؤلاء الاشخاص كيتي شفارتس وهي سكرتيرة في الخامسة والعشرين من العمر واصلت العمل في مكتبها طوال الحرب لكنها فضلت هذا الصباح الذهاب متأخرة الى مكتبها ريثما تتحقق من توقف اطلاق الصواريخ فعليا. وسمعت كيتي على الاذاعة بدخول وقف الاعمال الحربية حيز التنفيذ غير انها انتظرت عشرين دقيقة قبل توضيب حقائبها. وقالت "ان الحياة ستستعيد مجراها الطبيعي في غضون يومين او ثلاثة". وتبدي جينيا غليمر الاسرائيلية من اصل روسي توقا للعودة الى منزلها وهي مختبئة منذ شهر في الملجأ الذي تسوده حرارة مرتفعة. وتقول والارهاق باد على ملامحها "لدي طفلان اعيلهما وانني عاطلة عن العمل وبقيت طوال الوقت تحت الارض" مشيرة الى مدخل الملجأ الذي تامل ان "لا تعود اليه ابدا". في الخارج تسمع ابواق السيارات والحافلات تعبر مليئة بالركاب فيما تستعيد المدينة ببطء حركتها الطبيعية. تقارير مقتبسة-