لا توجد كثير من المشاعر سوى الاحتقار تجاه الحكام العرب بين الشيعة اللبنانيين الذين دمرت منازلهم في الحرب بين حزب الله واسرائيل لكن التأييد لايران وسوريا أقوى من أي وقت مضى. وكانت واشنطن تأمل ان تؤدي حرب اسرائيل مع حزب الله الى خفض تأثير دمشقوايران في المنطقة. لكن الاسابيع الخمسة من الحرب اثبتت ان سكان مدينة النبطية الجنوبية لم يفقدوا احترامهم لسوريا وايران لكنهم غاضبين من الحكام العرب الآخرين. وكان محمد شعبان (68 عاما) وهو رجل اعمال متقاعد يعاين الاضرار في منزله المؤلف من ثلاث طبقات "منذ اليوم الاول العرب شاهدوا من الجانب المحايد. كان يجب ان يتخذوا موقفا قويا لكن لكل واحد منهم تبريراته الخاصة". وفي بادئ الامر وجهت كل من المملكة العربية السعودية ومصر والاردن حلفاء الولاياتالمتحدة انتقادات لحزب الله بالتسبب بالحرب مع اسرائيل التي قتلت اكثر من 1250 شخصا. ولكن هذه الدول ما لبثت ان تبنت موقفا أشد في مواجهة اسرائيل بضغط من شعوبها وحذرت الولاياتالمتحدة من ان النهج العسكري الذي تتبعه اسرائيل قد يؤدي الى توسيع الصراع في المنطقة. وشهدت النبطية غارات اسرائيلية مكثفة خصوصا في الساعات التي سبقت اعلان الهدنة يوم الاثنين. وتعرضت المنازل على اطراف القرية حيث منزل شعبات الى قصف شديد. وقالت زينب مكي (58 عاما) التي فقدت منزلها في النبطية "اللعنة على الدول العربية. في يوم من الايام سيرون يوما اسود اسوأ مما رآه لبنان". وادانت الموقفين الرسميين السعودي والمصري. ويقول سكان مسلمون شيعة في النبطية ان سوريا رحبت بالعديد من النازحين وايران وقفت بوجه اسرائيل والولاياتالمتحدة. ويقول البعض ان ايران مولت حزب الله على الرغم من ان طهران تقول انها تدعم حزب الله سياسيا ومعنويا ولكن في الثمانيات كانت تقدم التمويل والسلاح. وقالت مكي "سوريا فتحت ابوابها لنا واستقبلت مئات الالاف من اللاجئين.. لماذا لم تفتح الاردن ابدا ابوابها لنا". وقال الرئيس السوري بشار الاسد هذا الاسبوع ان حزب الله حقق انتصارات في الحرب ودمر الخطط الامريكية ببناء شرق اوسط جديد. واثنى الرئيس الايراني احمدي نجاد على مقاومة حزب الله لاسرائيل وقال ان الولاياتالمتحدة وبريطاني يجب عليهما دفع تعويضات عن اضرار الحرب. ووقعت كل من مصر والاردن اتفاقية سلام مع اسرائيل فيما قطر تحظى بمقعد دائم في مجلس الامن تحتفظ بعلاقات على مستوى اقل مع الدولة العبرية. وقال احمد مسلماني "الحكام العرب كلهم عملاء لاسرائيل. خائفون ان يفقدوا مقاعدهم. اقل شيء كان ممكن ان يعملوه ان يسحبوا سفراءهم او يقطعوا النفط". ولم تستخدم المملكة العربية النفط سلاحا للضغط على واشنطن قائلة ان النفط كان خط الحياة الاقتصادية للدول العربية.