كلّّ ما مرّ بنا .. كانَ غريباً كلّ ما يحدث أغرب ! يَهْرُبُ الطيرُ .. من ألأفخاخ .. ينجو ليحلّق بقيودٍ جارحة ! ومناقير الصغار .. فاغرات .. فارغات وعبيد ألأمس ما زالوا رقيقاً وحده اللفظ تغيّر ويتامى الأمس ما زالوا هناك في عراءٍ .. سقفهم نار تلظّى وعراة البارحة وحفاة البارحة وجياع البارحة مَنْ ترى ألبسهم ثوب أمان ؟ وعريني كان بستاناً لعشّاق الليالي الحُمر كيف صارَ النخل عنواناً لأم نائحة ؟ وجراثيم المزابل وحثالات المهازل والكلاب النابحه لعنة الله عليهم *** ليس هذا وحده مرمى أغترابي فسنين المهجر الفضّي حُبلى بخسوف وكسوف لأناشيد الليالي حيث صار اللون والأيام شكلاً لخطوط التيه والموت بلون ِ الأجنحة فعَلِمْنا دَمُنا دم بن آدم وعَرَفنا ذبح قابيل لهابيل حرام وتنسّمنا رضى الرب بتقديم القرابين ستبقى .. بسمة الأطفال للشمس شروقا وسيبقى .. خبزنا يُشبِع جوع الضعفاء وليلقي البسطاء أجمل ألألوان حبراً للقصائد بين قيس بن الملوّح وبثينات جميل *** ياترى ماذا تغيّر كي يرى ألأبطالُ عِزَّ الله والنصر بتقديم الهدايا الداميات السافحة ؟ ولماذا عشِقَ ألأبطال لون الموت في بابل دون الفاتنات ؟؟؟؟ *** وأخيراً أشكر الله الّذي ألهمني هذا الجواب ( أن أبطال الجهاد كلّهم كانوا كأملاك السماء مثل هاروت وماروت .. ولكن !! صار هاروتاً كثور ٍ يلهثُ الساعة خلف الأحمر القاني لتُنهي كبرياء الثور أنصال سيوف قاطعة ومضى ماروت يأبى ذ ُلّ ثوب .. صار ثوراً يتشهّى لوحة حمراء فيها صبية أجمل من شمس الربيع بالدماءِ سابحة ) !