تمكّن عشرات الأعوان من الحماية المدنية والجيش الوطني في الساعات الأولى من فجر أمس الثلاثاء من السيطرة على الحريق الهائل الذي شبّ مساء أوّل أمس بالغابة الجبلية في الضاحية الجنوبية للعاصمة وتحديدا على مستوى منطقة حمام الشط والذي كنّا نشرنا أولى المعلومات عنه في عدد الأمس. وذكرت مصادر مختلفة ل«الصباح» أنّ الجهات المتدخّلة بذلت مجهودات كبيرة على مدى ثماني ساعات تقريبا لإخماد ألسنة اللّهب ومحاصرتها حتى لا تنتشر باتّجاه قاعدة الجبل وبالتالي منعها من الاقتراب من المناطق السكنيّة. وحسب المصدر ذاته فإن ما لا يقلّ عن ثمانين عون حماية شاركوا في العملية بعد التعزيزات التي جاءت من أريانة وتونس ونعسان فضلا عن أعوان الحماية المدنية ببن عروس كما تجنّد حوالي مائة جندي من الجيش الوطني وساهموا في عملية السّيطرة على الحريق. بعد التدخّل السريع لمختلف الأطراف من حرس وطني وحماية مدنية وجيش والذي مكّنهم في مرحلة أولى من محاصرة النيران لمنع انتشارها وفق خطّة تم تنفيذها بإحكام وفي مرحلة ثانية من إخمادها وتفادي مزيد من الخسائر في الأشجار والنباتات الجبلية إذ كان من المتوقّع أن يلتهم الحريق عدة هكتارات منها خاصة مع انتشاره السريع بسبب الرياح ولكن الجهات المتدخّلة اجتهدت ونجحت في خفض الخسائر في المساحة الخضراء إلى فقط. لجنة متابعة وانتشار لأعوان الحماية وفي سياق البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الحريق علمت «الصباح» أنّ إدارة الغابات بالجهة كوّنت لجنة في الغرض وقد باشرت صباح أمس مهمّتها لكشف النقاب عن ملابسات الحريق ولتأكيد أو نفي العمل الإجرامي خاصة وأنّ درجة حرارة يوم الإثنين لم تكن مرتفعة وبالتوازي مع ذلك فتح أعوان الحرس الوطني بإقليم بن عروس ملفا تحقيقيا لتحديد الظروف التي حامت حول اندلاع هذا الحريق الذي أدخل الهلع والخوف في نفوس متساكني الجهة القاطنين حذو الجبل والذين غادروا محلاتهم السكنية وراحوا يتابعون تدخّل أعوان الحماية المدنية الذي تابعه أيضا والي بن عروس والمعتمد الأول ومعتمد حمّام الشط وإطارات أمنية مختلفة. تجدر الإشارة إلى أن أعوان الحماية المدنية انتشروا منذ الساعات الأولى من صباح أمس بالمنطقة الجبلية المتضررة للقيام بعملية مسح ومراقبة تحسّبا لاشتعال النار مجدّدا وقد تمّ تزويدهم بشاحنة تدخّل عند الغرض. *