تونس - الصباح لم تمض سوى 24 ساعة عن إخماد الحريق الذي شب في الجزء التابع لولاية أريانة من جبل عمار حتى شب حريق ثان خلف خسائر جديدة في الثروة الغابية. وحسب ما توفر من معلومات ل«الصباح» فإن برج المراقبة بجبل عمار التابع لإدارة الغابات تفطن في حدود الساعة الخامسة وعشرين دقيقة من مساء أمس الأول الثلاثاء لتصاعد ألسنة اللهب في غابة جبل عمار فسارع بإشعار قاعة العمليات المركزية بالإدارة العامة للغابات التي سارعت بدورها بإشعار الحماية المدنية والجيش الوطني ومصالح التجهيز والاسكان والديوان الوطني للتطهير وقد تحول 150 عونا وعشرة مهندسين من الإدارة العامة للغابات والمصالح الجهوية بمنوبة وتونس وبن عروس وأريانة على عين المكان مزودين بسبع وسائل إطفاء وتزويد وخمس وسائل نقل. كما هرعت تسع شاحنات تابعة للحماية المدنية بإقليم تونس وبنزرت وأربع وسائل نقل وإنقاذ ووحدتان متنقلتان إضافة ل84 عونا و11 إطار إضافة ل370 جنديا وضابطا بالجيش الوطني معززين بثماني وسائل نقل ومعدات ثقيلة وشاحنتي نقل تابعة لوزارة التجهيز والاسكان وشاحنة تزويد تابعة للديوان الوطني للتطهير. توزيع مهام وقد تم توزيع مهام كل الاطراف المتدخلة إذ تولى أعوان إدارة الغابات التدخل من الجهة العليا للجبل لحماية المتحف البيئي الذي هو بصدد الانجاز بجبل عمار والغابات المجاورة وذلك بمنع تسرب ألسنة اللهب بها وتقدمها بينما تدخل الجيش الوطني على المنحدرات فيما تعهدت الحماية المدنية بالتدخل في بقية الجهات. ست ساعات وقد تواصلت هذه المجهودات على قدم وساق على مدى ست ساعات وتم تعزيزها بطائرة «هرقل» تابعة لجيش الجو فيما ساهمت أربع معدات تابعة لوزارة التجهيز والاسكان بتسهيل مرور المعدات ووسائل الاطفاء والتزويد وذلك بإعادة فتح المسالك وقد كللت هذه المجهودات بالنجاح في إخماد الحريق على الساعة الحادية عشرة والربع ليلا. رياح شمالية وعن أسباب اندلاع هذا الحريق وهو الثاني في ظرف 24 ساعة أفادنا مصدر مسؤول بإدارة الغابات أن الرياح الشمالية العاتية التي هبت مساء أول أمس على الجهة تسبت في اشتعال نيران لم تخمد بالكامل في أماكن كانت شهدت اندلاع الحريق الاول فيها يذكر أن وزيري الداخلية والتنمية المحلية والفلاحية والموارد المائية تحولا على عين المكان وتابعا أطوار التدخل ودعيا إلى مزيد من اليقظة والحذر لعدم تكرار مثل هذه الحرائق التي التهمت عشرين هكتارا من الصنوبر الجبلي والإكليل والزعتر.