نظم مجلس الثقافة العام وضمن موسمه الثقافى أمسية شعرية للشاعر المصرى الكبير أحمد فؤاد نجم تحت شعار "رواق الادب المقاوم". وهذه هى الامسية الثالثة التى قدمها نجم فى ليبيا حيث كانت الاولى فى مدينة سرت ضمن فاعليات ندوة "الأغنية سيرة وطن" والامسية الثانية فى مدينة طرابلس والثالثة فى مدينة بنغازى التى قال عنها الشاعر أحمد فؤاد نجم قبل ان يصلها: جمهورى الحقيقى فى بنغازى . بدأت الأمسية الشعرية بكلمة الدكتور سليمان الغويل أمين اللجنة الادارية لمجلس الثقافة العام حيث قال إن هذه الامسية الرافلة فى أحضان مدينة بنغازى الدافئة هى مستهل الاعمال الاحتفالية بأعياد الفاتح العظيم. كما قدم القاص زياد على ورقة نقدية حول تجربة الشاعر أحمد فؤاد نجم. الخط دا خطي والكلمة دى ليا غطى الورق غطي بالدمع يا عنيه شط الزتون شطي والارض عربية *** يا فلسطينية والبندقاتى رماكو بالصهيونية تقتل حمامكو فى حداكو يا فلسطينية وأنا بدى أسافر حداكو نارى فى ايديه ايديه تنزل معاكو . جمهور بنغازى كان كبيراً مما اضطر اللجنة المنظمة الى اضافة كراسى اخري. وهنا نطرح سؤال: هل قصائد نجم قريبة من وجدان المواطن العربى وليس المصرى فقط وان القصيدة لا هوية لها؟ حول ذلك يقول الشاعر احمد فؤاد نجم: لا يوجد شيء اسمه الشارع المصرى أو الليبى أو الحجازي. نحن أمة واحدة، ثقافتنا واحدة، الاهنا واحد، حلمنا واحد، جرحنا واحد. وغير ذلك حدود وضعها الاستعمار. القصيدة عربية. الذى يدفعنى للكتابة الانفعال بموقف ما هنا فقط اكتب. ويضيف نجم: أتعامل مع قصائدى كأنها أولادى فالرسول الكريم عندما سئل من أحب ابنائك اليك؟ قال: مريضهم حتى يشفي، وغائبهم حتى يعود، وصغيرهم حتى يكبر. يعنى ما أكتبه قريب منى وعزيز على نفسي. وعن ما يحدث فى لبنان قال: أنا أبن ثقافة الحسين، ابن المقاومة والاستشهاد والذى يفعله حسن نصر الله ويتآمر عليه العرب يشهد أن الالة الضخمة والمتمثلة فى اسرائيل لم تستطع هزيمته. والنور سرح كحل عينينا بفتنته والطير صدح للمولى جلّت قدرته الحان جميلة تنعش القلب الحزين يسعد صباحكم كلكم يا شغالين الشمس طالعة بابتسامة الاْمل شعلة ياقوت زى الخدود وقت الخجل بتقول يا نايم قوم بدا وقت العمل . تجربة السجن تجربة السجن عميقة وكبيرة أثرت فى نصى وأثرث فيِ نفسياً كما أثرت فى بنائى بيولوجيا. لو ركزتِ قليلاً ستجدين السجون العربية يقطنها الفقراء يجمعهم نفس الجرح ونفس الهم ونفس الحلم. فى 15 مايو 1969 كنت فى مكتب شعراوى جمعة وزير الداخلية وأمين التنظيم ونائب رئيس الوزراء وبعد مناقشة حادة قال لى وشرف أمك مش ها تطلع بره مرة ثانية فكان ردى وشرف أمى يا شعراوى وهذا الشيء الوحيد الذى أنا واثق منه فى هذا البلد سأخرج وأنت لست فى هذا المنصب. وفعلاً فى 15 مايو 1971 كان فى الزنزانة المجاورة لي. بحب ليبيا جمهورى فى بنغازى نعم قلت ذلك فما شاهدته خلال الامسية جميل وغريب بصدق لم يحدث معى فى طرابلس. فى العام 1986 زرت ليبيا وها أنا بعد 20 عاما أعود اليها. يسعد صباحكم كلكم يا شغالين يا ولاد بلدنا من جنوبها لشرقها يا مشمرين عن السواعد كلها النور حضن بلادنا وضمّها والشمس هلّت بالامل ع الشقيانين يسعد صباحكم كلكم يا شغالين .