خالد شوملي شاعر من فلسطين التقيناه في غمرة تفتح الباقة 32 لمهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد. جاء إلى توزر محمّلا بكمّ هائل من قصائد الحب والحنين لتونسولفلسطين التي تلوّح بغصن الزيتون وفي البال أكثر من وجع موشوم في الذاكرة فكان الحوار التالي: كيف يمكن تقديمك لجمهور القرّاء؟ خالد شوملي شاعر فلسطيني القلب, عربيّ الرّوح وإنساني الحلم, ولدت عام 1985 في مدينة بيت ساحور قرب القدس في فلسطين، ترعرعت في عائلة تحبّ الأدب والشعر والمسرح حاصل على شهادة الهندسة المدنية من جامعة «آخن» في ألمانيا ومقيم فيها منذ عام 1978. أعمل حاليا مهندسا في مدينة «كولون» صدر لي عن بيت الشعر الفلسطيني ديوان شعر مطبوع سنة 2008 بعنوان «لمن تزرع الورد» وديوان آخر صدر حديثا عن دار الشروق في فلسطين والأردن تحت عنوان «معلّقة في دخان الكلام». كما لي ديوان آخر تحت الطبع بعنوان «نحل الأماني» . شاركت بدعوة من وزارة الثقافة في مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد. أنشر قصائدي بصورة دورية في أكثر من عشرين منتدى أدبي ومجلّة. أسّست فرقة الرواد الفنية في فلسطين عام 1987 وترأستها حتى سنة 1990. لي قصائد صوتية عديدة منشورة على «النت» كما لحّنت قصائد وظهرت في شريطين صوتيين أثناء انتفاضة الحجارة في فلسطين سنة 1987 .ترجمت بعض قصائدي إلى لغات مختلفة منها الألمانية والأنقليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والكرواتية. لي صفحة خاصة على الشبكة العنكبوتية أنشر بها بعض قصائدي . ما الذي شدّك إلى الشعر؟ الشعر انعتاق الرّوح من قفص الجسد لذا فهو أكثر اقترابا لقلبي من كلّ أنواع الأدب الأخرى . فهو أنقاها وأروعها وأكملها وهو تاج الأدب . والشعر الرائع يلامس كلّ الحواسّ ويجد طريقه للفؤاد مباشرة . وبيت واحد من الشعر يعبّر عنه بالصّفحات نثرا لو اشتقّ من كلّ ألوان الأدب أروع صفاتها وجمعت في نصّ لاقترب هذا النصّ من الشعر. ماذا أضاف الشعر لفلسطين الوطن الأمّ؟ فلسطين وطني الأوّل مقيّد بسلاسل الاحتلال أمّا الشعر فهو الوطن الثاني وهو حرّ طليق لا يعترف بالحدود ويتجاوز كلّ الحواجز. إنّ الشعر أكثر أنواع الأدب تأثيرا على القارئ. فهو قريب جدا من أحاسيسه وفؤاده حيث يستطيع بأقلّ الكلمات وأجملها نقل القارئ من حالة إلى أخرى, من حالة اليأس الى مرحلة الأمل ومن جوّ القنوط والخضوع إلى جوّ الثورة والتمرّد .وخير شاهد على ذلك قصيدة الشابّي الخالدة « إذا الشعب يوما أراد الحياة» ومدى تأثيرها على الجماهير العربية في كلّ مكان حتى أصبحت شعارا مرفوعا لحركات التحرير, والشعر بطبيعته لا يحبّ المألوف بل يسعى للتجدّد باعتباره ثورة على الذات للوصول إلى ما هو افضل وأجمل. لذلك جميعا لا يجوز اختزال الشعر في موضوع واحد والاتجاه للمباشرة على حساب الرمزية والتصوير والخيال والعمق وعناصر الإبداع الأخرى. عندما تكتبون القصيدة هل تستحضرون الرقيب؟ على الشاعر دائما أن يبدع في نصوصه وهذا هو واجب الرقيب الوحيد لأيّ مبدع حقيقي. حيث لا توجد رقابة خارجية أو خوف من أيّة سلطة في الكتابة. إنّ الطموح من أجل تحقيق عمل إبداعي يحتوي على عناصر الجمال هو الرقيب الحاضر. وهي محاولة مستمرّة من أجل كتابة ما هو أجمل وأكمل وأعمق . ثمّ إنّ المحاولة من أجل التميّز و التحليق عاليا في سماء الإبداع تشكّل بوصلة صادقة ومرآة للذات وصميم الحياة . إذن الرقابة داخلية واختيارية وليست خارجية أو مفروضة. كيف وجدتم توزر في مهرجانها الأدبي؟ في توزر الشعر فوق السّماء السّابعة أحسّ بأنّ أبا القاسم الحّر ما بيننا ها هنا ويقول لنا : مرحبا مرحبا فسلام على روحه الطاهرة سلام على روحه الثائرة سلام على روحه الآن في البدء والآخرة ماهي الأصوات الشعرية التي تشدّكم في تونس؟ تونس غنيّة بشعرائها ونسبة الكتّاب فيها عالية جدا وإبداعهم مميّز للغاية. ولو أردت ذكر أسماء الشعراء المبدعين في تونس لطال الحديث فهناك من حضروا مهرجان الشعر العربي الحديث بالجريد بتوزر وتميّزوا جيدا شعرا وإلقاء وتأثيرا على الحاضرين. فقد برز كلّ من الشاعرة عواطف الكريمي والشاعر خير الدين الشابّي أمّا من الشعراء الغائبين عن المهرجان فأودّ أن اذكر الشاعر الشاذلي القرواشي والشاعرة راضية الشهايبي. أين نصيب الربيع العربي في كتاباتكم الشعرية؟ من يتابع أعمالي الشعرية يكتشف انحياز كثير من كتاباتي وقصائدي للحرية والإنسانية ببعدها الأشمل. هذا في الوقت الذي جفّت فيه كثير من الأقلام بسبب حالة اليأس السّائدة قبل اندلاع الثورة في تونس. ولهذا لم يكن غريبا أن أرافق انتفاضات الجماهير العربية شعريّا . حيث كتبت لكلّ انتفاضاتها وثوراتها العديد من القصائد فمثلا عند بداية الانتفاضة التونسية المجيدة كتبت قصيدة هذا البعض من أبياتها: يانجمة في العين ساهرة صبّى عليّ الصّبح واقتربي يا تونس الخضراء سيّدتي يا قامة الشعر والأدب ماذا بقي أن تضيف؟ في خاتمة هذه المصافحة عبر جريدة «التونسية» أودّ أن أعبّر عن امتناني وشكري الجزيل بدعوتي للمشاركة في مهرجان الشعر العربي الحديث بتوزر في دورته الثانية والثلاثين ليكون صوت فلسطين صادحا شعريا في قلب تونس. شكرا للشعب التونسي الرائع والمضياف.. أنا سعيد جدّا أنّني حضرت إلى تونس لإحياء أمسيات شعرية في توزر وقابس وسوسة وفي كلّ مكان في تونس. حيث قوبلت بكلّ الحبّ والتقدير الشيء الذي ترك أثرا بليغا في نفسي حيث كان أسبوعا رائعا لن أنساه أبدا. ماذا لو نختمها شعرا؟ إذا أدرك الإنسان بعد كلامه لما قال شيئا واكتفى بسلامه فما كلّ ما يأتيك عذب وحكمة وبعض كلام النّاس مثل انعدامه وما حاجتي للرّعد بعد بريقه فقد يقرأ المكتوب قبل استلامه