انتظر التونسيون الاربعاء الماضي اول ظهور للاعلامي والمحلل السياسي برهان بسيس المعروف بدفاعه المستميت عن بن علي الى اخر يوم في عهده من خلال برنامج حوار على قناة «حنبعل» الخاصة ، و لكنهم فوجئوا بالغاء الحلقة لم يكن عضو الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والانتقال الديمقراطي و الاصلاح السياسي في تونس القاضي المختار اليحياوي يعتقد للحظة واحدة ان استظهاره وثيقة تثبت تعاقد وزير الداخلية المكلف بالاصلاح مع احدى مؤسسات العهد السابق في العام 1994 ستقابل بالكشف عن وثيقة تدينه بالولاء للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. فبعد أن نشرت اسبوعية «الاولى» رسالة وجهها اليحياوي في 19اغسطس 2001 الى بن علي عبر فيها بخط يده عن: «إكباره للإصلاحات التي عرفتها تونس على يده»، منتقداً «القوى التي لا تؤمن بالإصلاح وترمي إلى جرّ البلاد إلى الصراعات». وقال القاضي اليحياوي في رسالته: «أؤكد لسيادتكم تبرئي التام من كلّ توظيف سياسي ومن كلّ من يعمل في هذا المنحى وعن تعهدي من الآن بتجنب كلّ الشبهات»، مضيفا إن «إكباري للإصلاحات التي عرفتها تونس على يدكم وإيماني بقدرتكم على تجميع كلّ قوى البلاد .... تجعلني دائما متمسكا بمصلحة بلدي ومترفعا عن أيّة نيّة أخرى». وكان القاضي مختار اليحياوي شهّر قبل أسبوع بالوزير المعتمد لدى وزير الداخلية لزهر العكرمي في لقطة درامية تلفزيونية مظهرا وثيقة هي عبارة عن عقد عمل في عهد المخلوع. إلغاء حلقة : وفي الاتجاه ذاته، انتظر التونسيون الاربعاء الماضي اول ظهور للاعلامي والمحلل السياسي برهان بسيس المعروف بدفاعه المستميت عن بن علي الى اخر يوم في عهده من خلال برنامج حوار على قناة «حنبعل» الخاصة ، و لكنهم فوجئوا بالغاء الحلقة بسبب ما راج عن كشفه لبعض صقور اعلام الثورة حاليا واتهامهم بالتعامل مع البوليس السياسي في عهد الرئيس المخلوع. وفي حين ترتفع الاصوات التي تتهم بعض صانعي القرار في الحكومة المؤقتة بمحاولة الالتفاف على الثورة ، تتحدث الساحة الاعلامية والسياسية في البلاد عن شخصيات تدعي الوصاية على الثورة ولا تكف عن توجيه اصابع الاتهام لكل من يخالفهم الرأي في حين ان ارشيف وزارة الداخلية و البوليس السياسي يحتفظ لهم بملفات وافية عن تعاملهم السابق مع اجهزة بن علي الامنية والمخابراتية والاعلامية و الحزبية و عن قبضهم لاموال ورواتب مقابل ذلك، و يردد بعض المطلعين ان من الاسباب التي عجلت بإقالة وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي محاولته طمس بعض الملفات واخراجها من الارشيف و تسليمها لاصحابها من المقربين منه. ويرى المراقبون ان الدولة انقذت نفسها منذ آلت رئاسة الحكومة المؤقتة للباجي قايد السبسي المعروف عنه الانضباط والدفاع عن هيبة الدولة، وحماية مؤسساتها من عاصفة الفوضى التي سعى البعض الى نشرها في البلاد لاقتلاع الدولة من جذورها و التلاعب بوثائقها و الدخول بتونس في دوامة الثأر والتشفي و الفضائح، خصوصا و ان عددا مهما ممن يرتدون اليوم جبّة الثورة والثوار، ويرفعون اصواتهم عاليا في وسائل الاعلام «الثورية» ولا يكفون عن شتم الرئيس المخلوع و عهده و اتباعه كانوا من العاملين في ركابه خفية ، ومن كتبة التقارير في زملائهم المعارضين، ومن المستفيدين من اموال القصر الرئاسي والبوليس السياسي و وكالة الاتصال الخارجي والتجمع الدستوري الديمقراطي و الوزارات المختلفة. صحيفة البيان الاماراتية- التاريخ: 10 أغسطس 2011