يبدو احمد جمعة يائسا من عودة الكهرباء والمياه الى مشغله الصغير في بلدة بنت جبيل بجنوب لبنان، ويقول ان وحده حزب الله ومؤسساته الاجتماعية مدا له يد العون عبر مساعدة مالية عاجلة بلغت 7300 دولار. وقال احمد (48 عاما) الذي يعمل في التلحيم ان "ناشطي حزب الله وصلوا سريعا بعد الحرب وشاهدوا شاحنتي مدمرة والاتي ومعداتي غير صالحة للاستعمال ومنزلي متضررا"، مبديا اعتزازه بانه اول من عاود عمله في بنت جبيل بعد ثلاثة ايام من وقف الاعمال الحربية بين التنظيم وحزب الله في 14 اب/اغسطس. وتمكنت جمعية جهاد البناء التابعة لحزب الله من اطلاق نشاطها الاجتماعي في وقت قياسي في ظل غياب الدولة اللبنانية عن جنوب لبنان وتنامي شعبية حزب الله في اوساط السكان وصعود نجمه على الساحة السياسية الداخلية اثر "الانتصار" على اسرائيل. واوضح عفيف بزي، وهو مهندس من بنت جبيل يتولى تنسيق عمل الجمعية على الصعيد المحلي ان "جهاد البناء جزء من السكان واعضاؤها هم ابناء عائلات المنطقة". في هذه البلدة التي تحولت ركاما جراء المعارك في تموز/يوليو واب/اغسطس، يترأس علي بزي مجلسا بلديا معظم اعضائه من حزب الله ويشكو بدوره من "طلاق بين الدولة وجنوب لبنان". في اقل من شهر، انجزت جهاد البناء المرحلة الاولى من عملها في هذه المنطقة الاكثر تضررا في جنوب البلاد، فاحصت الخسائر بحيث يفيد الجميع من ورشة اعادة البناء مستقبلا وخصت كل منزل مدمر بمساعدة عاجلة تبلغ قيمتها 13 الف دولار. ومن جهتها، باشرت الدولة اللبنانية مسح الاضرار والقيام ببعض الاعمال مثل ازالة الركام، وذلك عبر مجلس الجنوب الذي تديره الحكومة والقريب من حركة امل التي تتمتع ايضا بنفوذ في الجنوب. لكن موظفا في مجلس الجنوبفي المنطقة اقر بتقصير الدولة مؤكدا ان "حزب الله يبادر الى العمل بسرعة ويدفع الاموال للناس". واضاف "انه اكثر سرعة من الدولة واقل بيروقراطية". احمد جمعة انتقل مع زوجته واولاده الخمسة الى غرفة غير بعيدة من وسط بنت جبيل الذي سويت بيوته بالارض، واورد ان المبلغ الذي تلقاه من حزب الله (7300 دولار) يساعده في "تحمل نفقات العائلة والبدء بشراء معدات" لعمله. وبفضل مولد الكهرباء الذي صنعه بنفسه، نجح سريعا في اعادة الحياة الى مشغله الذي يخرق السكون المسيطر على البلدة المنكوبة، وينتظر الان عودة المياه والكهرباء الى مورد رزقه اسوة باحياء اخرى اقل تضررا. واكد رئيس البلدية ان اصلاح شبكات البنى التحتية لم يكن ممكنا لولا دعم حزب الله، وخصوصا ان وزير الطاقة محمد فنيش هو احد قادة الحزب. وقال علي بزي ان "الوزير ينتمي الى حزب الله ولهذا السبب يساعدنا"، مضيفا ان كلفة الاعمال "تتحمل الوزارة قسما منها فيما يتحمل الحزب القسم الاخر في شكل مباشر بعدما استقدم مولدات كهرباء قدمتها ايران". ولفت الى ان الحزب دفع 60 الف دولار نقدا لبلدة بنت جبيل فضلا عن اربعين الف دولار لتمويل اصلاح شبكتي المياه والكهرباء. لكن بزي قدر الاضرار التي تكبدتها بلدته ب500 مليون دولار علما ان 2700 فقط من السكان رجعوا اليها، وطالب بتأمين منازل ومدارس جاهزة في اسرع وقت لحض ابناء بنت جبيل على العودة وانعاش الاقتصاد المحلي.