ارتأيت من خلال هذا المقال التنبيه على شئ هام و هو : ماذا يجب على المجموعة الوطنية فعله اذا لا قدر الله تم إحباط الانتخابات و لم تجرى في موعدها .. تتسارع هذه الأيام وتيرة الإعداد للاستحقاق الانتخابي القادم و ينشغل الأحزاب والمستقلون بعرض برامجهم و استنفار طاقاتهم لإنجاح هذا العرس الانتخابي الأهم في تاريخ تونس.. ولذلك ارتأيت من خلال هذا المقال التنبيه على شئ هام و هو : ماذا يجب على المجموعة الوطنية فعله اذا لا قدر الله تم إحباط الانتخابات و لم تجرى في موعدها .. ربما يقول البعض – فال الله ولا فالك – أو – سبق الخير – ولكن علينا أن نستفيد من دروس الماضي و إلا انتكسنا مرة أخرى فالجميع يعلم أن الحكومة المؤقتة وعدت بإجراء الانتخابات في 24 جويلية وأعطت على ذلك وعودا و مواثيق صدقناها جميعا ولكن هل تم ذلك ؟ الإجابة لا و التعلة كانت عدم كفاية الوقت و ضعف الإمكانيات والتدابير اللوجستيه ماذا لو تعللت الحكومة بمثل هذه التعلات وأضافت إليها صعوبة الوضع الأمني و تقرر تأجيل الانتخابات مرة أخرى ؟ ماذا سنفعل حينها ؟ إذا بقينا على هذه الحالة من الانشغال و الشتات سيكون التمديد لحكومة السبسي و لرئاسة المبزع أمرا مفروغا منه تفاديا للفراغ في سدة الحكم و نكون حينها قد رهنا أنفسنا مرة أخرى لحكومة فشلت في تحقيق طموحات الشعب مرتين في إجراء الانتخابات .. و السؤال المطروح ماذا نحن فاعلون إذا ؟؟ وقبل أن أجيب على هذا التساؤل أود التأكيد على ضرورة طرحه على النخب السياسية الوطنية من أحزاب و مستقلين و غيرهم للتشاور حوله ... أما من وجهة نظري المتواضعة فأعتقد انه من الضروري أن تسعى كل القوى الوطنية الجادة و كل من تهمه مصلحة تونس لتشكيل حكومة ائتلاف وطني ممثلة من كل الأحزاب و من المستقلين و من شباب الثورة كما ادعوهم إلى التوافق أيضا على شخصية وطنية كرئيس للجمهورية و بذلك يكون عندنا البديل الجاهز لفرضه إن لزم الأمر في حال فشل الاستحقاق الانتخابي و لم لا التنسيق مع المؤسسة العسكرية حتى يتسنى قبول هذا الحل باعتباره يمثل إجماعا وطنيا و مؤيدا من شباب الثورة و من كل القوى الوطنية وطرح هذا الأمر كبديل وحيد للحكومة الحالية .. إن لم نفعل فسنجد أنفسنا لا قدر الله أمام أمر واقع إذا ما فشلنا في انجاز الاستحقاق الانتخابي لأي سبب كان و سنكون مجبرين للتمديد للحكومة و للرئيس المؤقت الحاليين و هذا امر مرفوض عند كل القوى الوطنية ..هذا ما أردت أن اهمس به وأنبه إليه و أدعو الجميع لأخذه على محمل الجد حتى لا تلدغ الثورة من نفس الجحر مرتين . الوسط التونسية - 14 سبتمبر 2011